10:17 2025/12/20
07:36 2025/12/16
10:20 2025/12/13
الإمارات: السند والمدد.. وبوصلة الوفاء لليمن واليمنيين
قبل 2 ساعة و 8 دقيقة
في خضمّ تعقيدات المشهد اليمني، حيث تتشابك الروايات وتتضارب الأصوات، تظل الحقائق الناصعة شاهدة على الدور المحوري والنبيل لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي كانت وما زالت السند والمدد لليمن واليمنيين. إنها قصة وفاء ممتدة، وعطاء لا يعرف الكلل، وتضحية جسّدت أسمى معاني الأخوّة والمسؤولية الإنسانية.
لقد حاول بعض المهزومين أو من استغلوا القضية اليمنية لمصالح ضيقة أن يقدحوا في الإمارات ويحملوها إخفاقاتهم، متناسين سجلها المشرّف في الوقوف إلى جانب اليمن في أصعب الظروف وأقسى المراحل. لكن الحقائق لا تموت، والتاريخ لا يُمحى، والشواهد على الأرض تؤكد أن الإمارات كانت ولا تزال اليد السخية التي لم تتأخر يومًا عن اليمن واليمنيين.
وللتذكير، لم تكن الإمارات يومًا شريكًا في تخريب اليمن إبان حروب صعدة، ولم يكن لها أي دور في إدخال مليشيا الحوثي إلى صنعاء أو تمكينها من السيطرة على مؤسسات الدولة. بل كان موقفها واضحًا وثابتًا، منحازًا للجمهورية والدولة، ولحق اليمنيين الأصيل في استعادة وطنهم من قبضة الانقلاب والكهنوت.
الدعم الإماراتي لم يكن مجرد خطاب إعلامي أو وعود عابرة، بل حضورًا فعليًا وملموسًا على أرض الواقع، من ميادين القتال إلى ساحات التنمية والبناء، وصولًا إلى الخدمات الإنسانية التي أعادت الأمل إلى مجتمع أنهكته الحرب. في ميادين الشرف والعزة، شاركت القوات الإماراتية جنبًا إلى جنب مع إخوانهم اليمنيين في معارك حاسمة، لتحرير الجوف ومأرب، ووصولًا إلى مشارف صنعاء، مرورًا بتحرير شبوة وعدن ولحج، وامتدادًا إلى الساحل الغربي حتى الحديدة. وامتزجت دماء الشهداء الإماراتيين بتراب اليمن، دفاعًا عن قضية عادلة، في موقف جسّد أسمى معاني الأخوّة والوفاء.
كما امتدت جهود الإمارات لتشمل قطاعات التعليم، الصحة، والبنية التحتية، لتبني مستقبل اليمن على أساس صلب، عبر بناء المدارس، المستشفيات، المشاريع المائية والطاقة، والطرقات التي أعادت الحياة إلى القرى والمدن المنعزلة. هذه المشاريع لم تكن مجرد مبادرات آنية، بل رؤية استراتيجية تهدف إلى ترسيخ دعائم الدولة الحديثة، وإعادة الثقة لليمنيين بأن المستقبل ممكن رغم قسوة الحاضر.
إن من يقلل أو يشوه هذا الدور، لا يفعل ذلك جهلًا بالحقائق، بل بدوافع شخصية أو حقد دفين أو روح هزيمة يحاول تسويغها. لكن التاريخ لا يرحم، والمواقف النبيلة تُخلّد في ذاكرة الشعوب، لتبقى الإمارات رمز الوفاء والسند في ذاكرة اليمنيين الشرفاء، وعنوانًا للعطاء الحقيقي مهما حاول الحاقدون تشويه الحقائق أو رفعوا أصواتًا ضاجّة.
ولأن الوفاء لا يُقاس بالكلمات وحدها، بل يُخلّد في الذاكرة الشعبية وفي الشعر الذي يعبّر عن وجدان الأمة، نستحضر هنا أبياتًا من قصيدة الشاعر المقدشي التي ألقاها ترحيبًا بالشيخ زايد يوم افتتاح سد مأرب في منتصف الثمانينات، بحضور الرئيس علي عبدالله صالح رحمهما الله، لتكون شاهدًا على عمق العلاقة وصدق الأخوّة:
يعيش زايد والجمالي يسلم
أعطاكم الله عافية وسلامه
يا خير من يحكم ومن يتزعم
إحنا وزايد يا علي غرامه
أصله وفصله من شرايين الدم
ما يفارق لحمته وعظامه
شكراً للإمارات قيادة وحكومة وجيشًا وشعبًا، على مواقف الوفاء التي ستظل منارات مضيئة في ذاكرة اليمنيين، وعنوانًا للأخوة الصادقة التي لا يغيّرها الزمن.
