أمة الله عبدالله.. شابة يمنية تراهن على الشراكات لوقف العنف الرقمي وتعزيز التنمية
- الهام الفقي، الساحل الغربي:
- 11:18 2025/08/27
وسط ركام الحرب التي أثقلت تعز واليمن عموماً، برزت مبادرات شبابية تحاول مواجهة آثار حرب مليشيا الحوثي عبر صناعة السلام والتمكين المجتمعي.. ومن بين هذه الأصوات، تبرز أمة الله عبدالله –ناشطة مجتمعية وصحفية مستقلة– اختارت أن تجعل من معاناة النساء والفتيات نقطة انطلاقها نحو مبادرة تحمل اسم "فور هير – For Her".
بداية الحكاية
تقول أمة الله لموقع الساحل الغربي:
فكرة فور هير بدأت مع تزايد أشكال العنف والابتزاز الرقمي ضد النساء، وسرعان ما تحولت إلى مبادرة تسعى لحماية الفتيات والنساء، وتعزيز وعي المجتمع بحقوقهن، والمطالبة بتشريعات رادعة.
وتضيف أن المبادرة توسعت لاحقاً لتشمل برامج في السلام، والتسويق الرقمي، والتصميم الجرافيكي، وحل النزاعات المجتمعية.
وساطة من قلب النزاع
لم تكتفِ أمة الله بالتوعية، لكنها مارست دور الوساطة المجتمعية؛ تدخّلت في نزاعات أسرية أشعلتها الأوضاع الاقتصادية، وأخرى داخل مخيم للنازحين في مديرية المعافر بمحافظة تعز، تمحورت حول الزواج المبكر.
وتوضح:
أجلس مع الأطراف، وأستمع بإنصات، وأحرص على الحياد… هذا وحده يفتح الطريق للتقارب.
مشاريع صنعت فرقاً
لعبت مبادرة فور هير دوراً بارزاً في بناء السلام وتحويل النزاع بمدينة التربة، عبر استهداف نساء اكتسبن مهارات في التحليل والتسوية السلمية.
كما نفذت مشروع السلام والنور وسقيا الماء في مخيم الفرزة، حيث وفّر الطاقة الشمسية وخزانات مياه لـ93 أسرة نازحة.. ووصفه المستفيدون بأنه "بصيص أمل وسط الظلام".
وتؤكد أمة الله أن هذه التجارب أثبتت أن التمكين العملي وتوفير الاحتياجات الأساسية يشكلان قاعدة لبناء سلام مجتمعي حقيقي.
المرأة كصانعة سلام
ترى أمة الله أن دور المرأة في الوساطة بات متعاظماً رغم ضعف التمثيل، معتبرة أن مبادرتها النسوية الشابة "خطوة أولى في مسار طويل نحو مجتمع أكثر مساواة وعدالة".
تحديات وشراكات
تعترف أمة الله أن مبادرتها ظلت تعمل بروح تطوعية، وصادفت صعوبات في الوصول إلى التمويل بسبب "المحسوبية والوساطات".. لكنها اليوم بصدد التحول إلى مؤسسة رسمية تحت اسم "فلوريش للتنمية".
وقد نسجت شراكات مع مؤسسات محلية مثل "همة شباب"، و"المساحة الآمنة"، و"أجيال بلا قات"، إلى جانب تعاون مع السلطات المحلية في مكافحة العنف الرقمي.
ما يميز "فور هير"
توضح أمة الله أن التميز يكمن في تركيز المبادرة على قضايا الابتزاز والعنف الرقمي، وهو مجال جديد نسبياً في اليمن، إضافة إلى الجمع بين التوعية والضغط لتفعيل القوانين –مثل المادة 313– وتنفيذ مشاريع تنموية مباشرة.
رسالتها إلى الخلية الإنسانية
تختم أمة الله حديثها لموقع الساحل الغربي:
أطمح لشراكات مع منظمات ومؤسسات في الساحل الغربي، وفي مقدمتها خلية الأعمال الإنسانية للمقاومة الوطنية. فدعمهم سيعزز وجودنا، وسيمكننا من تنفيذ مشاريع مشتركة في بناء السلام والتنمية المستدامة.. وأضافت: أؤمن أن المستقبل يبدأ بخطوة، وخطوتنا القادمة أن يكون لنا مكتب في الساحل الغربي.