اختطافات وإغلاق مساجد في البيضاء وذمار وإب.. الحوثيون يشنون حرباً على القرآن

- صنعاء، الساحل الغربي:
- 06:45 2025/07/12
شنت مليشيا الحوثي خلال الساعات القليلة الماضية حملة ممنهجة جديدة ضد التعليم الديني في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها، استهدفت خلالها أئمة المساجد ومعلمي القرآن الكريم ومراكز تحفيظ القرآن، في محاولة مكشوفة لفرض خطابها الطائفي وتفريغ المجتمع من هويته الدينية المعتدلة.
ففي محافظة البيضاء أقدمت المليشيا على اختطاف الشيخ "أحمد حسين الوهاشي" إمام جامع السنة ومدرس القرآن الكريم في منطقة مذوقين، بعد مداهمة منزله بشكل مفاجئ واقتياده إلى جهة مجهولة، في خطوة أثارت استياءً واسعاً لا سيما في ظل عدم توجيه أي تهمة له سوى التزامه بتحفيظ القرآن؛ ويُعد الشيخ الوهاشي شخصية دينية مؤثرة ما يجعل من اختطافه رسالة ترهيب لكافة الأئمة والمعلمين الرافضين لخطاب المليشيا الطائفي.
وفي إب أغلقت المليشيا مركز "تاج الوقار" لتحفيظ القرآن الكريم في قرية اللكمة بعزلة دار الوادي، رغم كونه واحداً من أبرز المراكز القرآنية في المنطقة ويستقبل عشرات الطلاب يوميا؛ الإغلاق جاء في إطار سياسة ممنهجة لتفريغ المساجد من رسالتها التربوية، واستبدالها بملازم الجماعة الفكرية الطائفية.
كما امتدت الانتهاكات إلى محافظة ذمار حيث منعت المليشيا إقامة حلقات القرآن والدروس الشرعية في دار الحديث بمنطقة زراجة بمديرية الحدا، وأصدرت قراراً بمنع الشيخ "علي الفتوحي" من الخطابة، قبل أن تُغلق المركز بالكامل.
كما اقتحمت المليشيا مسجد الرحمن بمنطقة ذي وين في محافظة البيضاء، واعتدت على إمامه وطردته مع أسرته من سكن المسجد، وأفرغت مكتبته من الكتب الإسلامية لتستبدلها بملازمها الطائفية.
هذه الاعتداءات تصب في إطار حملة أوسع تنفذها الجماعة الحوثية لتصفية الخطاب الديني التقليدي واستبداله بخطاب أحادي طائفي يخدم المشروع الإيراني، حيث تسعى المليشيا إلى أدلجة التعليم الديني، والسيطرة الكاملة على منابر المساجد وبيوت الله، وتكميم كل صوت شرعي مستقل.
منظمة "رايتس رادار" كانت قد وثقت أكثر من 735 انتهاكاً ارتكبتها المليشيا الحوثية بحق الأئمة ومعلمي القرآن منذ اندلاع الحرب، بينها 51 جريمة قتل و118 إصابة وأكثر من 560 حالة اختطاف واحتجاز، مؤكدة أن هذه الفئة كانت الأكثر استهدافاً في حملات القمع الحوثية.
وفي ظل هذا التصعيد تتكشف بوضوح نوايا الحوثيين في طمس الهوية الدينية للمجتمع، وتحويل المساجد ومراكز التحفيظ إلى أدوات دعائية لخدمة أجندتهم الفكرية والسلالية.