في اعتراف متأخر يكشف حجم الخسائر التي تكبدتها بنيتها العسكرية، شيعت مليشيا الحوثي، الخميس، في العاصمة المختطفة صنعاء، خمسة من أبرز قياداتها العسكرية، بعد نحو تسعة أشهر من مقتلهم في غارات جوية أمريكية دقيقة نُفذت خلال شهر مارس الماضي، ظلت المليشيا تتكتم عليها طيلة تلك الفترة.

 

وأفادت وسائل إعلام تابعة للمليشيا بأن مراسم التشييع أُقيمت في جامع الصالح بصنعاء، وشملت جثامين كل من، (زكريا عبدالله يحيى حجر، وعبدالله يحيى حجر، ومحمد خالد الحيفي، وأحمد عبدالله حجر، وحسين يحيى الهاشمي)، دون أن تكشف عن زمان أو مكان مصرعهم، في استمرار لنهج التعتيم الذي رافق التصعيد منذ بدايته.

 

وبحسب مصادر مطلعة، فإن القيادات الخمس قُتلت في غارات جوية أمريكية استهدفت مواقع حوثية بالغة الحساسية، من بينها منطقة الجراف شمالي صنعاء، وهي منطقة تُعد من أبرز معاقل القيادات العسكرية والأمنية للمليشيا.

 

وأشارت المصادر إلى أن المليشيا تعمدت إخفاء خبر مقتلهم لأشهر، في محاولة لاحتواء التداعيات المعنوية والعسكرية، ومنع تسرب معلومات عن حجم الاختراق الذي طال منظومتها الصاروخية والجوية.

 

ويُعد "زكريا عبدالله حجر" من أخطر القيادات التي فقدتها المليشيا، إذ كان يشغل منصب قائد قوة الطيران المسير، ولعب دوراً محورياً في تطوير قدرات الحوثيين في مجال الطائرات المسيرة والصواريخ، بالتعاون مع خبراء من الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس، وفقاً لمصادر أمنية.

 

كما كان شقيقه "أحمد عبدالله حجر" مسؤولاً عن مهام لوجستية مرتبطة بالقوة الصاروخية والطيران المسير، ما يجعله جزءاً من الحلقة الفنية والتنظيمية المغلقة التي تدير هذا الملف.

 

وضمت القائمة أيضاً، (محمد خالد الحيفي رئيس عمليات القوة الصاروخية، وحسين يحيى الهاشمي مسؤول تقني في وحدة الطيران المسير، وعبدالله يحيى حجر مساعد قائد الطيران المسير).

 

ويأتي هذا الإقرار في ظل سلسلة خسائر متراكمة مُنيت بها المليشيا خلال الأشهر الماضية، في إطار الجهود الرامية إلى تقويض قدراتها الهجومية، خصوصاً في مجال الصواريخ والطائرات بدون طيار.

 

ويرى متابعون أن إعلان التشييع بعد هذا التأخير الطويل يعكس تراجع قدرة الحوثيين على الاستمرار في سياسة التكميم والإنكار، في وقت باتت فيه خسائر الصف الأول أكثر وضوحاً وتأثيراً على تماسك بنيتهم العسكرية.