صعّدت مليشيا الحوثي حملتها القمعية في مناطق سيطرتها، بالتزامن مع اقتراب الذكرى الـ63 لثورة 26 سبتمبر المجيدة التي أطاحت بحكم الإمامة عام 1962، في مسعى لطمس الهوية الجمهورية وإحياء مشروع الإمامة الكهنوتي.

 

وأطلقت وزارة الداخلية التابعة للجماعة بياناً حذّرت فيه اليمنيين من أي احتفالات أو مظاهر مرتبطة بذكرى الثورة، متوعدة بالمحاسبة الصارمة لكل من وصفتهم بالمتورطين في خدمة الأعداء أو السقوط في مستنقع الخيانة والعمالة.

 

بالتوازي، دفعت المليشيا بأكثر من عشرين طقماً عسكرياً إلى شوارع وأحياء العاصمة المختطفة صنعاء، في استعراض للقوة يهدف إلى بث الرعب ومنع أي فعاليات شعبية؛ وأكدت المصادر أن الحملة تحولت إلى مداهمات واختطافات واسعة طالت ناشطين وصحفيين وأكاديميين.

 

ففي صنعاء، اختطفت المليشيا الصحفي ماجد زايد، بعد ساعات فقط من اختطافها الشاعر والكاتب أوراس الإرياني الذي فُقد الاتصال به عقب خروجه من منزله في منطقة سعوان، قبل أن يتضح أنه رهن الاحتجاز في سجون الجماعة؛ كما أغلقت المليشيا هاتف الإرياني وحذفت حساباته من مواقع التواصل، في محاولة لعزله عن الرأي العام.

 

وفي محافظة إب، اعتقلت المليشيا الأستاذ نجيب النصيف، معلم مدرسة الشهيد الدعيس بمديرية بعدان، على خلفية منشور على فيسبوك ظهر فيه متشحاً بالعلم اليمني ويحمل شعار ثورة سبتمبر، واعتبرت الجماعة ذلك استفزازاً لموقفها المناهض للجمهورية.

 

وتأتي هذه الاختطافات امتداداً لحملة قمع حوثية متواصلة منذ أغسطس الماضي، تستهدف كل من يتمسك بثورة سبتمبر ورموزها الوطنية، في ظل إدانات حقوقية وشعبية لهذه الممارسات التي تعكس الحقد الإمامي على مكتسبات الجمهورية.

 

ويرى محللون أن تصعيد الحوثيين يؤكد مخاوفهم من تحوّل الذكرى الوطنية إلى شرارة احتجاجات شعبية واسعة، تعيد إحياء روح الثورة في وجه مشروعهم السلالي المدعوم من إيران.