شهدت المحافظات المحررة، الإثنين، حراكاً واسعاً على الصعيدين الاقتصادي والرقابي، تمثل في اجتماعات عليا وقرارات تنظيمية وحملات ميدانية تستهدف ضبط الأسواق، في وقت تواصل فيه بعض الشركات التجارية إطلاق مبادرات تخفيض كبرى استجابة لتحسن سعر صرف العملة المحلية.

 

ففي العاصمة المؤقتة عدن، عقدت لجنة الإيرادات السيادية والمحلية اجتماعها الدوري السابع برئاسة عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس الزُبيدي، ناقشت فيه تقارير البنك المركزي ووزارتي النفط والاتصالات حول استقرار السوق، وإجراءات تمويل الواردات، وتشغيل مصافي عدن.. الاجتماع شدّد على تعزيز الرقابة المالية، وتحديث كشوفات الحسابات الحكومية، ومكافحة التهرب الضريبي عبر تفعيل آليات صارمة؛ في السياق ناقش وكيل المحافظة رشاد شايع مع وكلاء الغاز المنزلي إشكالية التسعيرة الجديدة، مؤكداً حرص السلطة المحلية على إيجاد حلول متوازنة تراعي مصلحة الوكلاء والمواطنين.

 

أما في محافظة الحديدة، ضبط مكتب الصحة العامة والسكان في مدينة الخوخة صيدلية تعرض أدوية منتهية الصلاحية، وأحال الصيدلي المسؤول للجهات المختصة، في وقت أكدت السلطات استمرار حملاتها الرقابية وصرامتها في مواجهة أي تلاعب يهدد صحة المواطنين.

 

وفي مأرب، دشنت السلطة المحلية حملة واسعة لمراقبة أسعار الأدوية والمستلزمات الطبية عبر فرق تفتيش ميدانية؛ اللواء ناصر رقيب وكيل المحافظة لشؤون الدفاع والأمن، شدّد على أن انخفاض أسعار الصرف يحتم على الشركات والتجار تخفيض أسعار منتجاتهم بما يتناسب مع التحسن الاقتصادي الأخير، محذراً من أي استغلال أو تلاعب؛ مدير مكتب الصحة الدكتور أحمد العبادي أكد أن التسعيرة الجديدة التي أقرتها الهيئة العليا للأدوية خفضت الأسعار بنسبة تراوحت بين 30 إلى 40% لأكثر من ثلاثة آلاف صنف دوائي.

 

وفي المهرة، ترأس المحافظ محمد علي ياسر اجتماعاً مشتركاً مع وزير الأشغال العامة والطرق المهندس سالم الحريزي، وبمشاركة وزير الصناعة والتجارة عبر الاتصال المرئي، خُصص لمناقشة آليات ضبط الأسعار وتعزيز الرقابة الميدانية؛ الاجتماع أقر إجراءات صارمة لإحالة المتلاعبين بالأسعار للجهات القضائية، وأشاد بضخ الحكومة 100 مليون دولار عبر البنك المركزي لتغطية احتياجات التجار من العملة الصعبة.

 

من جانب آخر، برزت مبادرة مجموعة هائل سعيد أنعم التي أعلنت عن موجة تخفيضات هي الأكبر منذ سنوات، شملت مطاحن وصوامع الغلال في عدن، وشركة ناتكو الاستهلاكية، وشركة نادفوود.. التخفيضات التي تجاوزت في بعض المنتجات حاجز 44% ولامست 130 ألف ريال للكرتون الواحد، شملت الدقيق، والأرز، والزيوت، والحليب، والمنظفات، والمعلبات، في خطوة وُصفت بأنها استجابة عملية لتحسن سعر صرف الريال، وتخفيف مباشر لمعاناة المواطنين.

 

تكشف حصيلة هذا اليوم عن تزايد وتيرة التدخلات الرقابية في عدة محافظات، بما يعكس جدية في ضبط السوق وإلزام التجار بعكس تحسن سعر العملة على معيشة المواطنين.. وفي المقابل، تؤكد مبادرات كبرى المجموعات التجارية –وفي مقدمتها هائل سعيد أنعم– أن القطاع الخاص قادر على لعب دور جوهري في التخفيف من الأعباء الاقتصادية، الأمر الذي يفتح الباب أمام تحولات واعدة في مسار الاستقرار الاقتصادي والمعيشي بالبلاد.