قبائل عمران تتحد في "يوم النشور".. صفعة قبلية تُسقط خرافة الولاية وتُحيي الهوية اليمنية (فيديو)

  • عمران، الساحل الغربي:
  • قبل 7 ساعة و 54 دقيقة

‏أحيت قبائل محافظة ‎عمران، الأحد، مناسبة "يوم النشور" في منطقة ريدة، بمشاركة الآلاف من أبناء قبائل بكيل –وعلى رأسهم قبائل غولة عجيب وعيال سريح– في فعالية جماهيرية احتفالية خالية من الشعارات الطائفية، شكلت صفعة ثقافية مدوية بوجه مشروع جماعة ‎الحوثي الإرهابية الساعي إلى تحويل المجتمع إلى كيان طائفي تابع لإيران.
الاحتشاد القبلي الضخم الذي جاء متزامناً مع وداع عيد الأضحى وعودة الحجاج، شهد ترديد الزوامل الشعبية وأداء رقصات البرع وإطلاقاً كثيفاً للنار في الهواء، في تقليد يُقام سنوياً في 19 من ذي الحجة، غداة ما تسميه مليشيا الحوثي "يوم الغدير" ما يضاعف من رمزيته بوصفه فعلاً قبلياً مقاوماً في مواجهة التسلط الطائفي وهيمنة الولاية.
 
وتعود جذور "يوم النشور" إلى أكثر من 170 عاماً -بحسب روايات قبلية- حين كانت القبائل اليمنية تحتشد لتبادل التهاني وتصفية الخلافات والإعلان عن انتهاء إجازة العيد.. غير أن هذا التقليد أصبح منذ سيطرة ‎الحوثيين ساحة صراع هويات، إذ تسعى المليشيا لإجهاضه واستبداله بفعاليات مذهبية تعكس فكر "الولي الفقيه".
 
وكان القيادي الحوثي "أبو علي الحاكم" قد حاول في وقت سابق توحيد "يوم النشور" مع فعالية "الولاية" وهو ما قوبل برفض قاطع من قبائل عيال سريح؛ وفي 2023 أصدرت المليشيا أوامر بمنع إطلاق النار لكن القبائل تحدّت القرار وخرجت بأعداد غير مسبوقة، مجددة إطلاق النيران في الهواء كرسالة تمسك بالهوية القبلية اليمنية الأصيلة.
 
ويرى مشايخ القبائل أن "يوم النشور" يمثل حجر الزاوية في معركة الهوية، ورفضاً علنياً لمحاولات الحوثيين فرض ثقافة دخيلة متمثلة في رموز ومعتقدات مذهبية ترتبط مباشرة بمشروع ‎إيران التوسعي، ما جعله فعلاً شعبياً ينطوي على أبعاد مقاومة ثقافية بامتياز.
 
ويؤكد ناشطون أن إحياء "يوم النشور" بهذا الزخم والروح يمثل أحد أبرز مظاهر الرفض المجتمعي للهيمنة ‎الحوثية وتجسيداً حياً لصراع الهويات الثقافية التاريخية، في ظل تصاعد الغضب الشعبي من سلوكياتها القمعية ومساعيها لتزييف الموروث اليمني لحساب مشروع طائفي دخيل.

ذات صلة