"جهاز أمن الثورة": ذراع حوثية جديدة تُحاكي استخبارات طهران وتُعمّق قبضة القمع

- صنعاء، الساحل الغربي:
- 09:04 2025/05/24
في خطوة تعكس مضي المليشيا الحوثية في ترسيخ نموذجها الاستخباراتي على غرار النظام الإيراني، كشفت مصادر أمنية مطلعة عن تأسيس المليشيا جهازاً استخباراتياً جديداً تحت مسمى "جهاز أمن الثورة" بقرار مباشر من زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، ليكون بمثابة المرجعية التنسيقية العليا لجميع الأجهزة الأمنية التابعة للمليشيا، ضمن ما تسميه بـ"المشروع التنظيمي الجهادي" و"المسيرة القرآنية".
وبحسب المصادر يأتي الجهاز الجديد كذراع رقابية وتخطيطية عليا، تُشرف على مجمل البنية الأمنية للمليشيا بصلاحيات واسعة تشمل المهام الداخلية والخارجية، وبتنسيق مباشر مع الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس، في ما يشبه نسخة يمنية من وزارة الاستخبارات الإيرانية.
وعيّنت المليشيا القيادي الاستخباراتي البارز جعفر محمد أحمد المرهبي الملقب بـ"أبو جعفر" رئيساً للجهاز الجديد.. ويُعد المرهبي المنحدر من رازح بمحافظة صعدة، أحد أخطر رجالات الظل الأمنيين للمليشيا ويتمتع بتاريخ حافل في تنفيذ الاغتيالات وزرع العبوات وله علاقات متينة بمخابرات فيلق القدس و"حزب الله"؛ وقد سبق أن صدر بحقه حكم بالإعدام عام 2008 لإدانته بقتل ضابط وجندي، قبل أن يُفرج عنه عام 2011.
ويمثل المرهبي أحد مؤسسي "الدائرة الأمنية" التي تطورت لاحقاً إلى جهاز "الأمن الوقائي الجهادي" وتولى مناصب أمنية حساسة بينها حماية مؤسس الجماعة وعائلته ما جعله يحظى بثقة عبدالملك الحوثي ويدير عملياته الأمنية بسرية مطلقة، وصلت حد حذف كافة المواد الإعلامية المتعلقة به مؤخراً.
ويُحاكم المرهبي حالياً غيابياً أمام المحكمة العسكرية بمأرب بتهم تتعلق بالإرهاب وارتكاب جرائم جسيمة ضد الدولة.. وتُعد خطوة استحداث "جهاز أمن الثورة" تتويجاً لسلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى إحكام سيطرة المليشيا على المجتمع وتوسيع قدرتها القمعية، بما يخدم المشروع الإيراني في المنطقة ويُجهز على ما تبقى من المجال العام وحرية المواطنين في مناطق سيطرتها.