في شهادة دامغة تكشف حجم الانحدار في التعامل مع الكفاءات الأكاديمية في مناطق سيطرة الحوثيين، كشفت البروفيسورة آمنة يوسف الحشيبري أستاذة اللغة العربية المساعدة بكلية اللغات في جامعة صنعاء، عن تعرضها لحرمان مالي متكرر وإهانات ممنهجة داخل الحرم الجامعي من قبل مسؤولين تابعين للمليشيا.

 

وأوضحت الحشيبري في منشور مؤلم نشرته عبر صفحتها في فيسبوك أن الجامعة التي تُدار من قبل المليشيا حجبت نصف راتبها لأكثر من أسبوع دون أي مبرر قانوني مع تجاهل مهين من مسؤولي المالية والموارد البشرية، متهمةً كلاً من القياديين الحوثيين قاسم عباس شرف الدين وصالح حسن زيد بالوقوف وراء هذه الإجراءات التعسفية.

 

وأكدت أن الواقعة ليست الأولى حيث سبق حرمانها من راتبها كاملاً أواخر رمضان، مشيرة إلى أن ما تتعرض له يعكس نهجاً متعمداً لتهميشها والنيل من مكانتها العلمية، وسط ظروف معيشية خانقة باتت تهدد حياة الأكاديميين وأسرهم.

 

وتندرج هذه الانتهاكات ضمن سياسة حوثية ممنهجة تهدف إلى إذلال الكادر التعليمي وتجويعه _ باستخدام الرواتب كسلاح لتكميم الأفواه وقمع الهوية الأكاديمية المستقلة _ في بيئة قمعية تتسيدها الولاءات الطائفية ويُقصى فيها أصحاب الكفاءة لصالح أدوات الطغيان.

 

وتُعد هذه الشهادة صوتاً جريئاً وسط صمت خانق يخيّم على مؤسسات التعليم العالي في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث تُهان النخبة وتُقصى الكفاءات في مشهد يختزل عبث الجماعة الإرهابية بكل ما له علاقة بالعلم والكرامة.