ثمانية أشهر من القهر والضياع.. الشاعر فؤاد العيدي يواجه عتمة الإخفاء الحوثي بحثاً عن والده المريض

  • عمران، الساحل الغربي:
  • 10:49 2025/04/22

يعيش الشاعر الشاب فؤاد العيدي وأسرته منذ أكثر من ثمانية أشهر مأساة لا تنتهي، إثر اختطاف والده "صالح بن صالح العيدي" من قِبل مليشيا الحوثي بمحافظة عمران، وزجه في أحد سجونها السرّية دون أي تهمة أو مسوّغ قانوني.
 
العيدي المنتمي إلى منطقة "ذو عيد" بمديرية حوث شمال المحافظة تلقى اتصالاً في سبتمبر 2024 من المدعو "عوض الطبيب" مدير البحث الجنائي التابع للمليشيا، طالبه بالحضور إلى إدارة أمن المحافظة؛ وبثقة الرجل النظيف حضر الأب طواعية وسلّم هاتفه وسلاحه كما طُلب منه، ليُفاجأ بأمرٍ مباشر بالدخول إلى السجن الاحتياطي بحجة "إجراءات أمنية ليومين أو ثلاثة".
 
ومنذ تلك اللحظة دخلت الأسرة في نفقٍ مظلم.. فؤاد العيدي تنقّل لأكثر من شهر ونصف بين مكاتب الحوثيين، مناشداً "عوض الطبيب" دون جدوى، حتى فُقد أثر والده فجأة من السجن الاحتياطي وتنصّل الطبيب من أي مسؤولية، مهدداً باعتقاله إن واصل السؤال؛ حاول فؤاد تتبّع مصير والده فتوجّه إلى القيادي الحوثي نايف أبو خرفشة، الذي أحاله بدوره إلى "أبو لقمان" مشرف مايُسمى بالأمن الوقائي في المحافظة؛ وبعد جهد جهيد تواصل معه فؤاد ليُقابل بردٍّ غاضب: "أبوك في دورة مغلقة، مش محبوس... أسبوعين وبيرجع".
 
لكن الأسبوعين امتدا إلى شهور والوالد لم يعد.. وفجأة في 21 أبريل 2025 تلقى فؤاد اتصالاً من رقم مجهول قال فيه المتصل: "أبوك مريض... بين الحياة والموت... ليش ما تتابعوه؟!" ليصف فؤاد شعوره حينها: "كأن الأرض انشقت وابتلعتني... لا أعلم لمن أشتكي هذا الظلم".
 
ثمانية أشهر من البكاء والضياع والمناشدات، لم تفلح في كشف مصير والده أو حالته الصحية رغم أنه مريض ويعتمد على أدوية أساسية وانقطاعها عنه يهدد حياته؛ كتب فؤاد في منشوره المؤلم: "لم أنم ليلة واحدة بنومٍ هانئ... دموع أخواتي القاصرات لا تجف، وكل باب طرقته جوبه بالصمت أو التهديد".
 
تُضاف مأساة العيدي إلى سلسلة طويلة من جرائم الإخفاء القسري التي ترتكبها مليشيا الحوثي بحق آلاف المدنيين في مناطق سيطرتها، حيث تؤكد منظمات حقوقية أن الجماعة تدير شبكة من السجون السرية المظلمة التي تفتقر لأدنى معايير العدالة والحقوق الإنسانية.

ذات صلة