موجة جرائم مروعة تهز ست محافظات يمنية في قبضة الحوثيين
صنعاء، الساحل الغربي:
10:54 2025/09/30
شهدت ست محافظات يمنية خاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي خلال الايام الماضية سلسلة جرائم مروّعة تراوحت بين القتل والعنف الأسري والاغتصاب والتعذيب، مخلفةً صدمة واسعة في الأوساط المجتمعية، وسط تصاعد التحذيرات من تفشي الجريمة وتدهور الأوضاع الأمنية في مناطق سيطرة المليشيا.
في محافظة ريمة، ارتكب القيادي الحوثي (عبده إبراهيم جريد)، المنتحل صفة نائب مدير عام القيادة والسيطرة بالمحافظة، جريمة وحشية بحق زوجته (حسناء محمد علي صغير الشامي) البالغة من العمر 17 عاماً، بعد فترة قصيرة من زواجهما، حيث أقدم على قتلها وتقطيع جثتها والتخلص من أشلائها، بمشاركة عصابة يُشتبه في تورطها بتجارة الأعضاء البشرية.
وفي محافظة إب، أقدم المواطن (محمد ناجي يحيى) الذي يعاني من اضطرابات نفسية على قتل زوجته في منزله بمديرية بعدان في ظروف غامضة، فيما ارتكب عنصر حوثي يُدعى (حسين مهدي عبدالله الوعلي) جريمة أخرى بمحافظة عمران، حيث قتل زوجة أبيه (خالته) خنقاً قبل أن يلوذ بالفرار إلى صعدة محاولاً الاحتماء بقيادات حوثية نافذة.
أما محافظة الجوف فقد شهدت جريمة مأساوية حين أقدم (مطر أشول)، من أبناء عزلة المرانة بمديرية المتون، على قتل طفلته البالغة 12 عاماً بعد ضربها على رأسها حتى فارقت الحياة، بينما عُثر بمحافظة البيضاء على رجل من أسرة العباسي مشنوقاً في أحد الأودية، وسط ترجيحات بوجود شبهة جنائية في الحادثة.
وفي صنعاء، تعرضت طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات لجريمة اختطاف واغتصاب وحشية استمرت يومين متتاليين في منطقة بني الحارث، بعد أن استدرجها شابان إلى دكان قريب وهي في طريقها إلى المدرسة، حيث احتجزاها واعتديا عليها بشكل متكرر. الحادثة فجرت موجة غضب واستنكار واسع، وسط اتهامات للسلطات الحوثية بالتقاعس عن ضبط الجناة.
كما شهدت عمران جريمة جديدة، إذ أقدم المدعو (محمد علي داود) على تعذيب الطفل (علي عبدالواحد الذعواني) بوحشية، حيث حطم رأسه بحجر وأخرج عينيه، ما أدى إلى كسور خطيرة في جمجمته، ولا يزال يرقد في العناية المركزة بصنعاء لتلقي العلاج. وفي صنعاء أيضاً، اختطف المدعو (محمد عبدالكافي الأديب) بمعية عصابته الطفل (هشام عبدالله قاسم الزايدي، 12 عاماً) من منطقة الروضة، وقاموا بضربه المبرح وتهديده بالذبح قبل أن يلوذوا بالفرار.
ويرى مراقبون ان هذه الجرائم المتكررة والمتنوعة تكشف عن واقع أمني متردٍ تعيشه مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، حيث يسود الانفلات وتُمارس الجرائم في ظل غياب الردع وغياب مؤسسات عدلية فاعلة، فيما يلجأ الجناة في كثير من الحالات إلى حماية قيادات نافذة تضمن إفلاتهم من العقاب.
واشاروا الى أن تزايد جرائم العنف الأسري والاعتداءات بحق الأطفال والنساء يعكس تدهور البنية الاجتماعية، ويرتبط ارتباطاً مباشراً بانتشار الفكر الطائفي الذي تغذيه المليشيا من خلال دوراتها التعبوية، إلى جانب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تدفع نحو انفجار العنف في أبشع صوره.