كشف الباحث المتخصص في الآثار عبدالله محسن، عن عرض تميمة ذهبية نادرة تعود إلى القرن السابع قبل الميلاد في سوق الملح بالعاصمة المختطفة صنعاء، وسط مخاوف من تهريبها إلى خارج البلاد.

 

وأوضح محسن في منشور على صفحته، أن القطعة الأثرية تمثل إحدى مكتشفات القصر الملكي بمدينة نَشّان الأثرية بمحافظة الجوف، وهي تميمة للأميرة "لبؤة بنت يدع أب"، صُنعت وفق تقاليد دقيقة في صناعة الحلي باليمن القديم.. التميمة على شكل هلال ذي طرفين مستديرين، نُقش عليها سطران محاطان بسلسلة نقاط نفذت بتقنية الطَرق والتحبيب، وهو ما يضفي عليها قيمة فنية وروحية مرتبطة بفكرة الخلود في الطقوس الدينية القديمة.

 

وأضاف الباحث أنه حصل على فيديو مصوّر بتاريخ 13 سبتمبر الجاري يظهر التميمة بحوزة أحد سماسرة الآثار في سوق الملح، يُرمز لاسمه بـ"ك"، مؤكداً عجز الجهات الرسمية عن منع تداولها أو تهريبها.

 

وأشار محسن إلى أن هذه التميمة خضعت لدراسة أكاديمية نُشرت عام 2021 في دورية سيميتيكا للباحثين منير عربش وليلى عقيل، متسائلاً عن كيفية وصول معلومات عن قطع منهوبة إلى الخارج بينما تعجز الجهات الرسمية في الداخل عن حمايتها أو توثيقها.

 

وتبرز أهمية هذه التميمة كونها شاهداً على دور الأميرات في الطقوس الدينية وتقديم النذور في اليمن القديم، كما أنها تكشف جانباً من أسرار القصر الملكي في نَشّان، الذي يُعتقد أنه اندثر منذ قرون.

 

وطالب الباحث السلطات اليمنية والهيئات الدولية المعنية بالتحرك العاجل لاستعادة القطعة وحماية ما تبقى من آثار البلاد، محذراً من أن استمرار الصمت يسهّل عمليات النهب المنظم ويهدد بإضاعة إرث تاريخي لا يُقدّر بثمن.