لهذا ينقمون على نشوان بن سعيد الحميري

09:16 2021/07/01

صدر مؤخرا قرار مليشيا السلالة الغازية بتغيير اسم مدرسة نشوان الحميري الكائنة في مديرية صنعاء القديمة بالعاصمة!! أتدرون لماذا ينقمون على نشوان بن سعيد الحميري؟
 
موقف نشوان من المتوردين:
 
يُذكر أن الإمام نشوان بن سعيد الحميري المولود بمدينة حوث بين صنعاء وصعدة أوائل القرن السادس الهجري، لاقى الكثير من التجاهل والتهميش بسبب رفضه نظرية احتكار السلطة في البطنين أو غيرهما، وقام رحمه الله بمناهضة هذه النظرية بالقلم وبالسيف.
وكانت قضية الإمامة وحصرها في الفاطميين من أهم القضايا التي تصدر لها نشوان الحميري، فقد كان ينكر حصرها في أسرة أو سلالة ويرى -كما يحكي في كتابه الحور العين- أن الإمامة تصلح في أي مسلم يكون أكثر الناس تقوى وأعلمهم وأقدرهم، ولا يحتكرها لنسب أو عرق او سلالة، وقد عبر نشوان عن ذلك شعراً بقوله:
إن أولى الناس بالأمر الذي
هو أتقى النـاس والمؤتمـنُ
كائناً من كـان لا يجهـل مـن
ورد الفـضـل بـــه والـسـنـنُ
أبيـض الجـلـدة أو أسـودهـا
أنــفــه مـخــرومــة والأذنُ
 
ومن جميل ما قال في نسف نظرية ادعاء الحق الإلهي:
حصَرَ الولاية في قريش معشرٌ
هم باليهود أحق بالالحاقِ
جهلا كما حصر اليهود ضلالةً
أمر النبوة في بني إسحاقِ
 
وكذلك قوله ردا على الشاعر الحسن الهبل عندما قال:
آلُ الـنـبــي هــــمُ أتــبـــاع مـلــتــه
من مؤمني رهطه الأدنون بالنسبِ
وعـنـدنــا أنــهــم أبــنــاءُ فـاطـمــة
وهـو الصحيـح بـلا شـك ولا ريــبِ
فقال نشوان:
آلُ الــنــبــي هــــمُ أتـــبـاع مــلــتــه
مــن الأعـاجـم والـســودان والـعــربِ
لــــو لــــم يــكـــن آلُــه إلا قـرابــتــه
صلى المصلي على الطاغي أبي لهبِ
 
ويقول مخاطبا الشيعة الذين يأخذون بقول يحيى بن الحسين:
إذا جادلت بالقرآن خصمي
أجاب مجادلا بكلام يحيى
فقلت: كلام ربك عنه وحي
أتجعل قول يحيى عنه وحيا؟!
 
وعندما زعم بعض الهادوية أن إماما لهم لم يمت وإنما رفعه الله إليه أنكر نشوان ذلك فاتهمه أحد الأئمة بالفساد فرد عليه نشوان:
من أين يأَتيني الفسادُ وليـس لـي
نَسـبٌ خبيـث فـي الأعاجـم يـوَجـدُ
لا فـي عُلـوج الـرُّوم خــالٌ أزرقٌ
أَبـداً ولا فــي الـسـود جَــدٌّ أَســودُ
إِني من النَّسبِ الصَّريح إذا امرؤٌ
غلبـت عليـه العـجـم فـهـو مُـولَّـدُ
ما عابني نَسـبُ الإِمـاء، ولا غـدا
بـالـلـؤْم مُعْـرِقُـهُـنّ لــــي يــتــردّدُ
مُوتـي قُـريـشُ، فـكـلُّ حَــيٍّ مـيِّـتٌ
لـلـمـوت مـنّــا كـــلُّ حـــيٍّ يــولــدُ
أغضبـتـمُ إن قـيـل مــات إمامـكـم
لـيـس الإمـــامُ ولا ســـواه يـخـلـدُ
قلـتـم: لـكــم إِرْثُ الـنـبـوّة دونـنــا
أَزعـمـتــمُ أن الـنُّــبُــوَّة سَــرْمَـــدُ
إن الــنــبــوة بـالـنــبــيِّ مــحــمــدٍ
ختمـت وقــد مــات النـبـيُّ محـمـدُ
منـكـم نـبـيُّ قــد مـضــى لسبـيـلـه
قِـدْمــاً فـهــل مـنـكـم نَـبــيٌّ يُـعـبَــدُ
من شعره في الفخر باليمن:
مِـنّـا التبَّـايِـعـةُ اليـمـانـون الأُلـــى
ملكـوا البسيطـة سَـلْ بذلـك تُخْـبـرِ
مِـن كـلِّ مَرْهـوبِ اللقـاء مُعـصَّـبٍ
بالـتـاج غـــازٍ بالـجـيـوش مُـظَـفَّـرِ
تعـنـو الـوجـوهُ لسيـفـهِ ولـرُمـحـهِ
بـعـدَ الـسُّـجـود لـتـاجِـه والمِـغْـفَـرِ
يـــا رُبَّ مفـتـخـرٍ ولـــولا سَـعـيُـنـا
وقيـامُـنـا مـــع جَـــدّه لـــم يَـفْـخَــرِ
فافْخَـر بقحطـانٍ علـى كـلِّ الـورَى
فالناسُ من صَدَفٍ وهم من جوهرِ
وخـلافـةُ الخُلـفـاء نـحـنُ عِمـادُهـا
فـمـتـى نَــهُــمّ بِــعَــزْل والٍ نَــقْــدِرِ
مـثـل الأَمـيـن أو الرشـيـد وفتكـنـا
بهمـا ومثـل ابـن الزُّبَيْـر القَـسْـوَرِ
وبكُرَهْـنِـا مــا كــان مــن جُهّـالـنـا
فـي قتـلِ عُثمـانٍ ومَـصـرعِ حَـيْـدَرِ
وإِذا غَـضِـبـنـا غَـضــبــةً يَـمـنّـيــةً
قَـطَـرت صوارمُـنـا بـمـوْتٍ أَحـمـرِ
فَغـدتْ وهـادُ الأَرضِ مُترعَـةً دمــاً
وغَــدتْ شِبـاعـاً جائـعـاتُ الأَنْـسُـرِ
وغـــدا لـنــا بالـقـهـر كُـــلُّ قبـيـلـةٍ
خَــوَلاً بـمـعـروف يَـزيــنُ ومُـنـكَـرِ
وإِنـاخَـةُ الضِيـفـان فــرضٌ عنـدنـا
يلـقـى بــه الـولْــدِانُ كـــلَّ مُـبَـشـرِ