في العيد الـ63 لثورة 26 سبتمبر.. حين يخاف الاستبداد من الانترنت

قبل 5 ساعة و 45 دقيقة

الخوف من حرية الانترنت سمة مشتركة بين كل الأنظمة الدكتاتورية وتلك التي تميل إلى الاستبداد، وفي اليمن فرضت المليشيات الحوثية الانقلابية قيوداً واسعة وحصاراً رقمياً مشدداً على شبكة الانترنت بحكم سيطرتها على مزود الخدمة الوحيد في البلاد يمن نت.
لم تكتف المليشيا بذلك، بل شنت حملة ممنهجة ضد المواقع السياسية والحقوقية المحلية والعربية التي تنتقد سياساتها إدراكاً منها أن الانترنت ما يزال المساحة الأكثر حرية للتعبير عن الرأي ومناقشة القضايا العامة رغم المخاطر الكبيرة التي قد يتعرض لها النشطاء من اختطافات أو استهدافات أمنية.
ولم يقتصر القمع على حجب المواقع فقط بل تعدى إلى الواقع، حيث قامت المليشيا الحوثية باختطاف عدد من النشطاء والكُتاب وسجنهم وتغييبهم عن أهاليهم لمجرد نشرهم منشورات ناقدة على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن أبرز من طالتهم هذه الممارسات محمد المياحي وأوراس الارياني وماجد زايد... وغيرهم من الكُتاب والنشطاء الذين أصبحوا ضحايا للكلمة الحرة.
ولأنها لا تريد أن يُكشف وجهها الحقيقي، عملت المليشيا على حجب العديد من المواقع الإخبارية والمنتديات الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي؛ حتى تمنع المتابعين من الاطلاع على الحقائق أو تداول المعلومات التي تفضح ممارساتها.
كما تتواصل معاناة المستخدمين من بطء شديد في خدمة الانترنت وضعف في شبكات الاتصالات المحمولة، وهو أمر ليس ناتجاً عن خلل تقني بحت بل نتيجة مباشرة للحصار الرقمي والرقابة المستمرة والتنصت الدائم الذي تمارسه المليشيات الانقلابية على كل وسائل الاتصال.
لكن مهما حاولت المليشيا تقييد الكلمة الحرة، سيبقى الانترنت أقوى من كل جدار رقابة، وإصرار الناس على الحرية أكبر من كل سجن..