كشفت مليشيا الحوثي عن إتلاف أكثر من سبعة آلاف شيشة إلكترونية تم ضبطها خلال العام الماضي في مطار صنعاء، بذريعة أضرارها الصحية، في خطوة أثارت سخرية وتساؤلات واسعة في الشارع اليمني، خاصة مع توفر هذه المنتجات للبيع العلني في الأسواق المحلية الخاضعة لسيطرتها.

 

وبحسب ما نشرته النسخة الحوثية من وكالة "سبأ"، فقد قامت الجهات الجمركية التابعة للمليشيا بإتلاف الشحنات المضبوطة من الشيش الإلكترونية، تحت ما وصفته بـ"الحفاظ على الصحة العامة"؛ إلا أن ناشطين ومواطنين اعتبروا هذه الخطوة مثيرة للسخرية، في ظل الانتشار الواسع للشيش الإلكترونية ومستلزماتها في محال صنعاء وعدد من المحافظات الأخرى، دون أي رقابة أو منع.

 

وأثارت هذه السياسة المتناقضة سلسلة من التساؤلات، أبرزها: إذا كانت هذه المنتجات مضرة وتستوجب الإتلاف، فلماذا تُعرض وتباع علناً في الداخل؟ وإذا كانت مسموحة في الأسواق، فلماذا تُصادر من المسافرين ويُمنع دخولها عبر المنافذ؟!

 

ويرى اقتصاديون أن المواطن هو الخاسر الأول من هذه السياسة العشوائية، حيث تُصادر مقتنياته عند السفر بشكل تعسفي، بينما يُسمح لمقرّبين من المليشيا باستيراد وتوزيع الشيش الإلكترونية عبر قنوات غير رسمية تدر أرباحاً طائلة لها.

 

ويؤكد محللون أن هذه الحادثة تعكس غياب رؤية اقتصادية وصحية متزنة لدى جماعة الحوثي، وتسلّط الضوء على الفوضى والازدواجية في قراراتها، مطالبين بوضع إطار تشريعي واضح ينهي هذه التناقضات، ويضمن عدالة في التعامل مع المستهلكين والتجار، سواء عبر منع موحّد أو تنظيم واضح لآلية الاستيراد والتداول.