نال معالي الفريق الركن محسن محمد الداعري وزير الدفاع اليمني، درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف من أكاديمية ناصر للعلوم العسكرية بجمهورية مصر العربية، عن رسالته العلمية الموسومة بـ"الاستراتيجية المقترحة لمواجهة تداعيات الحروب الصامتة على الأمن القومي العربي"، في أطروحة تُعد إضافة نوعية للمكتبة العسكرية العربية.

وفي مقال نشره اللواء الركن "علي محسن الحارثي" مدير عام ديوان وزارة الدفاع، سلط الضوء على أهمية هذه الرسالة التي جمعت بين الأصالة والمعاصرة في الفلسفة العسكرية، متناولةً أخطر أنواع التهديدات الحديثة، المتمثلة في الحروب الصامتة التي تُدار في الظل دون جبهات قتال واضحة، لكنها تخترق الأمن القومي للأمم بأسلحة غير تقليدية: من السيبرانية إلى الاقتصادية، ومن الإعلامية إلى الثقافية.

وأشار المقال إلى أن الرسالة قدمت إطاراً استراتيجياً متكاملاً لمواجهة هذه التهديدات التي تتسلل إلى أعماق المجتمعات لتفتيت بنيتها من الداخل، وتضمنت الاستراتيجية خمسة أركان رئيسية:

1. تعزيز الوعي الوطني لمواجهة التضليل الإعلامي وبث الفرقة

2. بناء القدرات السيبرانية لحماية البنية التحتية الرقمية والأمن الوطني

3. تقوية الاقتصاد الوطني لمجابهة الحصار والهجمات الاقتصادية

4. تفعيل الدبلوماسية الوقائية والتحالفات لتنسيق الجهود الإقليمية

5. إصلاح مؤسسات الدولة وتعزيز الحكم الرشيد كحائط صد داخلي لأي اختراق

وأشاد المقال بالدور المركزي لـ"القيادة الذكية والثابتة" في الحروب المعاصرة، حيث يتطلب كسب الحرب الانتقائية الحديثة مهارات متعددة تتجاوز القوة العسكرية التقليدية، وتوظف القوة الناعمة والصامتة في آن.

واختتم اللواء الحارثي مقاله بالتأكيد على أن هذه الرسالة تمثل تحولاً نوعياً في الفكر العسكري اليمني والعربي، بما يسهم في تحصين المجتمعات وحماية السيادة الوطنية، ومواجهة التهديدات الناعمة والمتغيرة التي تتجاوز حدود الجيوش والمعارك.

«هي رسالة عبقرية عسكرية ناطقة بلسان المرحلة.. تضع بين أيدي صُنّاع القرار خريطة بقاء ومناعة في عصر الحروب الخفية»