تفكيك شبكة تهريب حوثية في المهرة بعد اعتقال الزايدي
المهرة، الساحل الغربي:
12:28 2025/07/14
كشفت عملية توقيف القيادي القبلي الموالي للحوثيين "محمد أحمد علي الزايدي" عن شبكة تهريب حوثية معقدة تمتد عبر الحدود الشرقية وتعمل بغطاء قبلي واستخباراتي، وهو ما دفع قيادة المنطقتين العسكريتين الأولى والثانية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز الأمن في محافظة المهرة، عقب مقتل العميد "عبدالله زايد" قائد كتيبة الدبابات في اللواء 137، خلال كمين مسلح استهدف قوة عسكرية كانت في مهمة لتأمين نقل الموقوف.
الزايدي اعتُقل أثناء محاولته الفرار عبر منفذ صرفيت الحدودي مع سلطنة عمان، وبحوزته جواز دبلوماسي مزور صادر عن سلطات الحوثيين –يُعرّفه كضابط في القوات المسلحة– إلا أن تلك المحاولة باءت بالفشل؛ عملية الاعتقال تسببت باندلاع اشتباكات عنيفة مع مسلحين قبليين حاولوا تهريبه، وأسفرت عن سقوط ضحايا في صفوف القوات الحكومية.
ووفقاً لتحقيقات أمنية واستخباراتية، فقد انتقل الزايدي من صنعاء إلى المهرة عبر طرق تهريب صحراوية تمر بمحافظتي الجوف وحضرموت، بتنسيق مع شبكة يقودها القيادي الحوثي "عباد صالح عباد الزايدي" الذي يحمل الجنسية العُمانية ويتنقل بهويات مزورة بين اليمن وسلطنة عمان؛ ويُدار هذا النشاط من مكتب استخباراتي في صنعاء، يرتبط مباشرة بمحطة تابعة للحوثيين في مسقط، يقودها المتحدث باسم الجماعة محمد عبدالسلام.
التحقيقات كشفت أيضاً عن وثائق حساسة كانت بحوزة الزايدي، من بينها جوازات منتهية وبطاقات تعريف عسكرية، إضافة إلى بيانات تخص اثنين من أبنائه، أحدهما يُعتقد أنه يقيم في سلطنة عمان ويحمل جنسيتها ويعمل ضمن الشبكة ذاتها؛ كما أظهرت وثائق رسمية أن الزايدي حصل على رتبة "وزير" في المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين عام 2018، وشارك لاحقاً في فعاليات تعبئة قبلية مسلحة دعماً للمليشيا، كما ظهر على قناة "المسيرة" يؤكد ولاءه الكامل لعبدالملك الحوثي ويدعو للنفير العام ضد الحكومة الشرعية.
وعقب العملية عُقد اجتماع أمني رفيع المستوى في مدينة المكلا، ترأسه قائد المنطقة العسكرية الأولى اللواء "صالح الجعيملاني" وقائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء "طالب بارجاش"، بحضور قادة عسكريين ومحليين.. وخلص الاجتماع إلى الدفع بقوات مشتركة لتأمين المداخل الحدودية في حضرموت ومناطقها الصحراوية المحاذية للمهرة، وتكثيف التواجد العسكري في محور الغيضة.
وأكدت القيادة العسكرية أن محاولة تهريب الزايدي كشفت عن نشاط فعلي لعناصر حوثية ظلت تنشط سراً في المهرة بدعم شخصيات محلية وخارجية تتقاطع مصالحها مع المشروع الإيراني، محذرة من خطورة التهاون مع هذه التحركات؛ كما شدد العميد "محمد الكميم" في تصريح له، أن المهرة لم تكن ساحة معلنة للنشاط الحوثي منذ بداية الحرب، غير أن هذه الواقعة كشفت عن أولى مظاهر الاختراق الحقيقي للمليشيا في المحافظة.
وتزامنت هذه الأحداث مع حالة استنفار أمني في المهرة، ودعوات قبلية من أنصار الزايدي للتكتم على تفاصيل توقيفه، وسط محاولات لإظهار القضية بأنها خلاف قبلي؛ غير أن الوثائق والظهور العلني للموقوف في فعاليات حوثية مسلحة، ومشاركته في مؤتمر دولي ممثلاً للجماعة الحوثية، بدد الشكوك حول ارتباطه العميق بالمليشيا.
وتعهدت قيادة وزارة الدفاع وهيئة الأركان العسكرية بمواصلة التحقيق في خلفيات الشبكة وملاحقة العناصر الضالعة، فيما أشار مسؤولون إلى أن الحادثة تمثل جرس إنذار لأجهزة الدولة، تستدعي تعزيز حضورها في المهرة وضبط مسارات التهريب التي طالما استغلتها المليشيا لتنفيذ أجندتها العابرة للحدود.