ازدواجية القبيلة: صرخة امرأة في سجون الحوثي لا تساوي نكفاً؟!

- خاص - الساحل الغربي
- 08:17 2025/07/09
أثار اعتقال الشيخ القبلي الموالي لمليشيا الحوثي "محمد أحمد علي الزايدي" في منفذ صرفيت بمحافظة المهرة، موجة توتر واسعة تحولت إلى تمرد مسلح، أعقبه قطع الطرقات الرابطة بين مدينة الغيضة والمنفذ، في ظل حصار كامل تفرضه مجاميع موالية للحوثيين منذ العملية الأمنية التي وُصفت بأنها واحدة من أقوى الضربات الاستباقية ضد تحركات المليشيا.
وبينما دفعت الحادثة نحو تفاقم أمني خطير واشتباك دموي أدى إلى استشهاد العقيد "عبدالله زايد" قائد كتيبة الدبابات في اللواء 137 مشاة، وإصابة عدد من الجنود، وخلقت توتراً دبلوماسياً مع سلطنة عمان بسبب الضغوط للإفراج عن الزايدي، فجّرت الجريمة تساؤلات حقوقية حادة حول ازدواجية المعايير القبلية والحقوقية في التعامل مع قضايا الاعتقالات والانتهاكات الإنسانية.
المحامية وقاضي التحقيق إشراق المقطري، وجهت انتقادات لاذعة لحالة التمييز القائم على الجنس والمكانة الاجتماعية، مشيرة إلى أن القبائل التي استنفرت لأجل الزايدي التزمت الصمت المهين حين اعتُقلت "سحر الخولاني" الناشطة اليمنية التي تنتمي لنفس القبيلة، والتي سُحبت من منزلها وسُجنت وعُذبت على يد الحوثيين دون أن يصدر صوت نخوة أو "نكف" قبلي من أي جهة.
وقالت المقطري: (ضرب الحوثي كل قيم القبيلة بالحائط، وفضح هشاشتها.. التمييز في التعامل مع المعتقلين هو شرعنة للاعتداء على الحقوق، ويعد من أبشع الانتهاكات المحظورة قانونياً وإنسانياً).
من جانبه تساءل الناشط الحقوقي زيد بن يافع: (هل النكف يُشهر فقط إذا كان المنشود رجلاً؟ وأين كانت البنادق يوم سُحبت سحر من بيتها)؟ معتبراً أن القبيلة خذلت ابنتها حين انكسر صوتها في السجون ولم تتحرك نخوة الرجال لنجدتها، مشدداً على أن “نكف العرض أولى من نكف الأرض”.
ويشير محللون إلى أن حالة الاحتجاج الواسعة التي أشعلها اعتقال الزايدي، تكشف ازدواجية فاضحة في منظومة القيم القبلية، التي تفرّق بين الضحية والضحية، وترى في كبار القوم "عرضاً" يجب استعادته، بينما تصمت على الانتهاك الواسعة لحرمة النساء والمعتقلين المدنيين في مناطق سيطرة الحوثي.
وفيما تتواصل الوساطات للإفراج عن الزايدي، تتسع في الشارع اليمني فجوة الوعي والعدالة، وتتعمق الأسئلة الموجعة: هل صرخة امرأة يمنية في سجون الحوثي لا تساوي نكفاً؟! وهل يُقاس الشرف بموقع الشخص لا بموضع قضيته؟! فبينما تشهر البنادق دفاعاً عن رجل موالٍ للحوثي ومتورط في خيانة بلاده، تذوب صرخات سحر الخولاني وانتصار الحمادي وفاطمة العرولي وغيرهن في صمت القبائل، وكأن الكرامة حكرٌ على الذكور والموالين، أما النساء فمصيرهن النسيان خلف القضبان.
لخولان الطوال:
الحرائر في المعتقلات أولى بالاحتجاج والرجولة.