أقدمت مليشيا الحوثي خلال اليومين الماضيين، على تنفيذ حملة اعتقالات واسعة استهدفت عدداً من سكان مدينة دمت بمحافظة الضالع على خلفية احتجاجات سلمية ضد جرف أراضيهم الخاصة في منطقة الصدرين، حيث باشرت المليشيا عمليات تمهيد الأرض لإنشاء محطة جمركية جديدة على الطريق الرابط بين صنعاء وعدن.

 

وبحسب مصادر محلية شرعت جرافات تابعة للمليشيا، بأعمال الحفر من خلف محطة الوقزة إلى محيط مطاعم حضرموت –وسط حراسة أمنية مشددة– ترافقت مع اعتقالات تعسفية طالت عدداً من الأهالي الرافضين لهذا الاعتداء، دون أي مسوغ قانوني أو إشعار مسبق.

 

واعتبر المواطنون ما يحدث "سطواً علنياً" على ممتلكاتهم مؤكدين أن المليشيا سبق وأن فرضت جمركاً غير قانوني في منطقة العرفاف تحت مسمى "جمرك دمت" وتسعى الآن لتوسيع سلطتها الجمركية مستغلةً فتح طريق صنعاء–عدن لفرض مزيد من الإتاوات على حساب حقوق المواطنين وممتلكاتهم.

 

ويشهد الشارع في دمت حالة غضب متصاعدة خصوصاً مع تنامي سياسة فرض الأمر الواقع بالقوة المسلحة، حيث وصف الأهالي المشروع الجديد بأنه محاولة لشرعنة الجباية والانتهاك في آنٍ واحد، مشددين على أن محاولات الحوثيين لاختلاق مراكز نفوذ جديدة لن تمر دون رفض شعبي واسع.

 

وتؤكد التقارير الحقوقية أن المليشيا تمارس سياسة ممنهجة لنهب الممتلكات وتوسيع سلطة الجباية بالقوة، عبر إنشاء محطات جمركية على الطرق بين المحافظات، في مخالفة صريحة للقوانين وتدمير للمبادئ الوطنية في حرية التنقل والتجارة.

 

ويطالب أهالي دمت بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين ووقف عمليات المصادرة، مؤكدين أن لا شرعية لأي مشاريع تبنى على أنقاض الحقوق المنهوبة، وأن كرامة المواطن لا يمكن اختزالها في محطة جمركية تُبنى على أطلال أرضٍ مغتصبة.