صنعاء.. حادث السبعين المروّع يتحول إلى قضية رأي عام (فيديو)
- وليد محمد - الساحل الغربي:
- 09:12 2025/05/28
تحولت الحادثة المروّعة التي شهدها ميدان السبعين في العاصمة صنعاء، يوم الثلاثاء الماضي، والتي أودت بحياة شخصين، أحدهما ضابط برتبة عميد ركن، وأسفرت عن إصابة ثلاثة آخرين، إلى قضية رأي عام على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط دعوات واسعة بمحاسبة الجاني وإنزال أقصى العقوبات بحقه.
صنعاء.. حادث السبعين المروّع يتحول إلى قضية رأي عام
— الساحل الغربي | The West Coast (@alsahilnet) May 28, 2025
وليد محمد - الساحل الغربي:
تحولت الحادثة المروّعة التي شهدها ميدان السبعين في العاصمة صنعاء، يوم الثلاثاء الماضي، والتي أودت بحياة شخصين، أحدهما ضابط برتبة عميد ركن، وأسفرت عن إصابة ثلاثة آخرين، إلى قضية رأي عام على مواقع… pic.twitter.com/0TqOxGrwLo
وأظهرت كاميرات المراقبة انحراف مركبة مدنية عن مسارها بشكل مفاجئ، أثناء سيرها بسرعة جنونية، ما أدى إلى اصطدامها بمركبتين أخريين، في مشهد صادم وثّق لحظة الكارثة التي أودت بحياة كل من المهندس (عبداللطيف لطف بن حسين العَمْري)، مدير عام منشآت الري بوزارة الزراعة بصنعاء، وشقيقه العميد الركن (حسن لطف بن حسين العَمْري)، وهما نجلا شقيق القائد الجمهوري البارز الفريق (حسن حسين العَمْري)، رئيس الوزراء الأسبق وبطل معركة السبعين يومًا، فيما نُقل ثلاثة مصابين إلى أحد مستشفيات العاصمة لتلقي العلاج، في وقت تعرضت فيه المركبات الثلاث لأضرار جسيمة.
وتسببت الحادثة بمأساة مضاعفة، مخلفةً أسرتين بلا معيل لهما ومجموعة من الأيتام، بينهم ولد وبنت من أسرة المهندس عبداللطيف، وخمس بنات وولد من أسرة العميد الركن حسن، في ظل وضع معيشي صعب جراء الحرب المستمرة في البلاد منذ 11 عام.
حادث السبعين يتحول إلى قضية رأي عام
تداول ناشطون ومواطنون على مدى أسبوع مقاطع مرئية توثق الحادثة المروعة، مرفقة بمطالبات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمحاسبة السائق المتهور الذي تبين لاحقاً أنه نجل الشيخ (عبدالغني منصور الحميدي)، واتخاذ الإجراءات القانونية بحقه حتى يكون عبرة لغيره من المتهورين الذين يعبثون بأرواح الأبرياء على الطرقات.
ورصد محرر الساحل الغربي، مئات المنشورات والتعليقات من مواطنين وشخصيات اجتماعية وقانونية، عبّروا فيها عن حزنهم البالغ وغضبهم من التهاون المتكرر لسلطة الأمر الواقع في محاسبة السائقين المستهترين، ومطالبين أولياء الدم برفض أي وساطات قبلية للعفو عن السائق، محذرين من مغبة التساهل الذي قد يفتح الباب أمام تكرار هذه المآسي.
ويرى الشيخ ناصر علي سعيد البخيتي: أنه "لا فرق بين القاتل العمد وسائق السيارة المتهور المعوّل على تسامح القبائل"، واعتبر التهاون مع مثل هذه الحوادث "ظلمًا للمجتمع بالكامل"، مضيفًا: "نعوّل على أصحابنا بيت العَمْري أن يسنوا هذه السنة الحسنة وفرض عقوبات رادعة مانعة لتكرارها".
ويرى الناشط محمد الكبسي أن أسباب الحادث تعود إلى ما أسماها: "البوقة والكبر والاستهتار"، داعيًا إلى "معاقبة السائق لأن أرواح الناس وممتلكاتهم مصانة، وليست رخيصة". فيما وصف القاضي عبدالوهاب قطران الحادثة بأنها "جريمة بحق الإنسانية"، مطالبًا بتقديم الجاني لمحاكمة عادلة.
أما الشيخ (أبو حامد العَمْري)، أحد أقارب الضحايا، فقد نقل تساؤلات كثيرة يطرحها الناس منذ وقوع الحادث، أبرزها: "هل لدى الجاني رخصة قيادة؟ وأين دور والده في تسليمه المركبة؟ وهل سيُحاسب بما يتناسب مع فداحة الجريمة؟". ودعا العمري مدير عام المرور ومدير مرور الأمانة والقضاء إلى إنزال أشد العقوبة على السائق وأمثاله؛ لأن حياة الناس ليست رخيصة كما يتصور.
وكتب الناشط مقبل الكوماني قائلًا: "العفو عن هكذا مستهترين خيانة لدماء الضحايا"، مؤيدًا ذلك كثير من الأصوات التي طالبت بسنّ عقوبات رادعة تحمي حياة الأبرياء.
ويرى أحمد مطهر: "حادث مؤلم وشنيع لم يسبق له مثيل، ضروري تطبيق مبدأ الثواب والعقاب". فيما اعتبر (فضل بن يحيى): "من يسعى في طلب العفو فهو شريك في الجرم".
ويأتي هذا الحادث في ظل تفاقم الحوادث المرورية بصنعاء وعدد من المحافظات اليمنية، جراء السرعة الزائدة وغياب الرقابة المرورية وضعف الردع القانوني، حيث باتت أعداد ضحايا الحوادث تفوق ضحايا الحرب، وفقًا لتقارير حقوقية.
وطالب المواطنون الجهات المعنية، ممثلة بإدارة شرطة المرور والقضاء، بالتحرك الفوري وتقديم الجاني للعدالة، ووضع حد للفوضى المرورية المتفاقمة، مؤكدين أن دماء اليمنيين ليست رخيصة، وأن حماية أرواحهم مسؤولية لا تحتمل التأجيل.