اليمن لا يُحكم بالدم ولا يُدار إلا بالتراضي.. والتعددية ستنتصر في النهاية

  • عدن، الساحل الغربي:
  • 04:21 2025/04/30

رأى الإعلامي نبيل الصوفي في تحليلٍ سياسي لوثائق النقاش التاريخي بين الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر والملك السعودي الراحل فيصل بن عبدالعزيز بشأن الصراع في اليمن، أن ما كشف من تفاصيل الحوار يعكس محورية اليمن في علاقات الإقليم وصراعاته، رغم قسوة اللغة التي اتسم بها النقاش تجاه اليمنيين بمختلف أطيافهم.
 
واعتبر الصوفي أن الحوار الثنائي وتبادل اللوم بين الزعيمين كان مجرد صيغة دبلوماسية لتسهيل خروج مصر من اليمن دون أن يُفهم ذلك كانتصار لصالح السعودية، إذ حاول الملك فيصل طمأنة عبدالناصر بتحميل اليمنيين كامل المسؤولية عن الفشل، فيما اكتفى الأخير بضمان اعتراف المملكة بالجمهورية الوليدة مقابل تخلّي خصومها عن المشروع الملكي.
 
وأكد أن خلاصة النقاش آنذاك كانت تعبيراً واضحاً عن حقيقة اليمن بأنه بلد عصي على الهيمنة، لا يقبل السيطرة الأحادية من الداخل أو الخارج ولا يُدار إلا بالتوافق والتراضي؛ وهو ما ينطبق بحسب الصوفي، على اللحظة الراهنة أيضاً، مع اختلاف في طبيعة الطرف المسيطر اليوم على العاصمة، الذي وصفه بـ"المليشيا الدموية العميلة لمشروع أيديولوجي إيراني" والتي استجلبت الحروب والويلات على اليمنيين منذ عام 2004 حتى اليوم.
 
وفيما اعتبر أن الشرعية رغم تعدد أقطابها، لا تمثل إشكالاً في حد ذاتها بل تنسجم مع الطبيعة اليمنية التعددية، أشار إلى أن الأزمة الحقيقية تكمن في أن بعض أطرافها لا تؤمن بهذا التعدد كمشروع وطني بل تحاول فرض رؤى أحادية على واقع متنوع ومعقّد بطبيعته.
 
وختم الصوفي بتأكيد قاطع أن اليمن لا يُحكم بالدم، وأن من يسفك الدماء لا يمكن أن يُنتج حكماً مستقراً، قائلاً: "الدم في اليمن إن أُريق لا يتوقف مهما كان ميزان القوة"، مشدداً على أن التعدد سينتصر في النهاية، بينما ستنهزم المشاريع الأحادية، لأن اليمن بلد لا يرضخ للقوة ولا يُدار إلا بالتراضي والتعايش.

ذات صلة