المحيط العربي.. والتقاط الفرصة

06:32 2022/05/25

لن يستطيع لا ⁧‫الحوثي‬⁩ ولا ⁧‫إيران‬⁩ سلخ ⁧‫اليمن‬⁩ من محيطه العربي وتحديداً الخليجي في شبه الجزيرة العربية..
 
‏يعلم الجميع أن كل محافظة يمنية هنالك أثر لهذه الدول إما بشارع أو مدرسة أو كلية أو مستشفى أو أجهزه طبية على أقل تقدير.
 
‏وأضعف الإيمان لدينا مغتربون في ⁧‫البحرين‬⁩ و ⁧عمان‬⁩ إذا قلنا بأنهما لم يساهما بالتنمية في ⁧‫اليمن‬⁩. 
 
ملايين من اليمنيين مقيمون وزائرون في أرض الحرمين، وعلاقات اجتماعية ضاربة في عمق التاريخ مع كل القبائل الخليجية، ومواقف أخوية لا يمكن نسيانها، ودين إسلامي يجعل كل شعوب الجزيرة يولون وجوههم صوب قبلة واحدة!!
 
‏يأتي الحوثي عقب كل ذلك بفكر إيراني دخيل ليقول لليمنيين، هذا خليجي وعليك أن تطعنه!!
 
لا أخاطب هنا اليمنيين، فهم على قناعة بكل ما ذكرت، ولكن سأسأل المتحوثين سؤالا مقابل ما ذكرت:
 
‏ما الذي قدمته إيران لليمن غير البارود؟!
 
‏أي مشهدٍ أنتجته غير الدمار؟!!
‏بل أي لوحة رسمتها غير تلك المضرجة بدماء اليمنيين وسواد مستقبلهم.
 
‏فهي لا تمتلك سوى لونين: الأحمر والأسود..
 
‏رسالتي إلى العقلاء. أشقاؤنا في العراق ولبنان وسوريا يعضون أصابع الندم على التفريط بالمحيط العربي، اليوم يباع سندويتش الفلافل بأربعين ألف ليرة لبنانية، وهو ما يساوي دولارا وعشرين سنتاً، وهو البلد الذي وصفت عاصمته بباريس الشرق، يقف أبناؤه اليوم طوابيرَ أمام السفارات بحثاً عن ثقب للخروج من بلد لا يعاني من حرب أو من "حصار" كما يحب الحوثيون أن يصفوا به إغلاق مطار صنعاء وميناء الحديدة سابقاً!! تمتلئ شوارع العراق المظلمة وغير المعبدة بملايين العاطلين عن العمل في أغنى بلد نفطي ويشربون من مياه ملوثة في بلد يمتلك نهرين تغزّل بهما التاريخ وشعراؤه، أما سوريا فحالها لا يخفى على أحد وبحار العالم تتلقف أجساد أطفالها وشبابها الهاربين من الجحيم على متن قوارب الموت!!
 
ما زال أمامنا فرصة التمسك بأهم ما نملك بعد ثرواتنا التي لن يكون لها فائدة إن لم نجد من يعيننا على استثمارها ضمن منظومة اقتصادية إقليمية تضمن لليمن موقعاً فيها.. كمجلس التعاون الخليجي. 
 
‏ليس لنا بعد الله سوى الخليج ومحيطنا العربي، فالمصير مشترك، وملامحه رمت بملامحه على بعض الحاضر، أما المستقبل فأمامنا جميعاً نستطيع أن ننعم فيه بنجاح اقتصادي مشترك يضمن أمن الخليج واستقراره بتنمية اليمن أرضاً وإنساناً في إطار المصالح الأخوية المشتركة..