قضايا وإشكاليات إدارة النازحين في اليمن

07:33 2021/12/23

لم تكن أزمة النازحين في اليمن وليدة اليوم او وليدة اجتياح جماعة الحوثي المسلحة للعاصمة صنعاء في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ وإن كان هذا التاريخ يعتبر مفصليا في أزمة النزوح في اليمن.
 
لقد بدأت عملية النزوح في اليمن في عام ٢٠٠٤ حيث نزح الكثير من ابناء مديريات حيدان وساقين في صعدة بسبب التمرد المسلح الذي قام في جماعة الحوثي فقد أدت المواجهات الى  فرار كثير من المدنيين خوفا من الأعمال الانتقامية التي تمارسها ضدهم جماعة الحوثي .
 
لقد ارتبطت عملية النزوح بسيطرة الحوثي على المناطق في صعدة وحجة وعمران ثم صنعاء وصولا الى عدن في مارس 2015..
 
لقد شكل النزوح اكبر أزمة إنسانية مرت بها اليمن والمنطقة حيث نزح قرابة أربعة مليون ومائة الف مواطن منهم اثنان مليون وثمان مائة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية.
 
لقد شكلت موجات النزوح ازمه مضاعفة على المواطن اليمني فقد تاثر بها النازحين ومنهم نساء وأطفال وكذا المجتمع المضيف
 
 لقد أدت موجة النزوح  إلى انقطاع مصادد الدخل الفردية والحكومية مما أدى إلى تدني قدرات السلطات المحليه في توفير الخدمات العامة بالإضافة الى تدمير و انقطاع للخدمات الحكوميه في المناطق التي شهدت هجمات مسلحة من قبل جماعة الحوثيين المتمردة.
 
اننا وانسجاما مع توجهات الحكومة الشرعية بقيادة فخامة رئيس الجمهورية الرئيس عبده ربه منصور هادي وبرعاية كريمة من دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك وانطلاق من دور ومهام الوحدة التنفيذية كجهه مسؤولة عن النازحين والمتاثرين بالنزوح ومن خلال هذا  التقرير  الذي كان نتيجة مسح ميداني نفدته فرق الوحدة الميدانيه المنتشره في جميع محافظات النزوح نضع الجميع أمام الصورة الواضحة لوضع النازحين في المخيمات والمنازل وما هي احتياجاتهم وبكل شفافية وتجرد واضعين نصب أعيننا مصلحة وحقوق النازحين ومعايير العمل الإنساني.
 
 إن الاحتياج إلى اعادة الخدمات العامه يشكل أولية للحكومة المعترف بها دوليا و قد دعت جميع اصحاب المصلحة و الفريق الانساني في اليمن للعمل المشترك لإعادة الخدمات العامه و توسيعها في المناطق التي تستضيف النزوح. 
 
إن  الوحده التنفيذية كمسؤل عن ملف النزوح من الجانب الحكومي  طالبت و لا تزال تطالب بضرورة العمل المشترك مع الفريق الانساني و ضرورة اشراك النازحين في رسم سياسة الاستجابه الإنسانية السنوية حسب الأولية من الاحتياج بما يحترم العرف المحلي و الكرامه و وحده الاسره بالإضافة إلى السلم المجتمعي .
 
 كما اننا نطالب ونشدد على العمل الانساني المشترك مع الفريق الانساني ونرى ان ذلك هو الحل الوحيد الذي سيجعل الاستجابة الإنسانيه فعالة و ملموسة و ذات تأثير إيجابي.
 
 ان طول فترة النزوح يتحتم علينا كجانب حكومي و فريق إنساني العمل سويا على  الحلول الدائمه و دمج الاستجابة الإنسانية الطارئة مع التنمية في مناطق استضافة النزوح كأولوية و سياسة إنسانية عامة لعام 2022 .
 
 إن التعامل مع ملف النازحين يتقاطع بشكل لا يمكن فصله من ملف الهجرة غير الشرعية و ملف اللاجئين في الجمهورية فملف المهاجرين  يضيف عبأ كبيراً و يؤدي إلى  تعقيد وتردي  الأوضاع الإنسانيه المتدهورة اصلا هذا يتحتم علينا الاستجابة بشكل منسق مع ملف النزوح و بشكل تكاملي مع التوجه الحكومي في هذه الملفات التي تجمع الحكومة على أن العمل على الحلول الدائمة هو ركيزة الاستجابه الإنسانيه في الجمهورية اليمنية.
 
 ان هدر الموارد و الامكانيات و المصادر سوف يستمر مالم يتفق الجانب الحكومي و الفريق الانساني على اخذ القرار بطريقه مشتركة بدون الانفراد باخذ القرار من اي من الجانبين
 
 إن التخطيط المشترك و العمل كفريق واحد هو الضمانة الوحيدة للاستخدام الفاعل للمصادر و الموارد و الامكانيات للوصول للاستجابة الإنسانية الفعالة و الملموسة و ذلك يتطلب ارداه شجاعة من جانب الفريق الانساني و بناء قدرات الجانب الحكومي . 
 
لقد أثبتت الفترة السابقة أن العمل المنفرد  من قبل الفريق الانساني العامل في اليمن دون اشراك الجانب الحكومي لن يؤدي الى الاستجابة الصحيحة و الملموسة للازمة الإنسانية في اليمن بل انه سيؤدي الى تطويل أزمة النزوح و هدر الميزانيات الإنسانية مالم تعمل مع الجانب الحكومي كفريق واحد و شريك رئيسي في التخطيط الإنساني وتحديد الاحتياجات وتقييم التدخلات .
 
لقد بذل فريق الوحدة التنفيذية جهدا كبيرا و ميزانية ضخمة و حشد قدرات فريق ميداني مكتمل لتخرج هذه الدراسة إلى حيز الوجود لتكون أساسا للتخطيط الإنساني لعام ٢٠٢٢ و نحن على استعداد لمناقشة هذه الدراسة و الرد على اي تعليقات او استفسارات قد تطلب من الشركاء الانسانيين او اصحاب المصلحة. 
 
في الاخير نثمن ونقدر عاليا جهود شركاء العمل الانساني على ما بذلوه من جهود خلال الفترة السابقة ونتطلع إلى العمل سويا خلال الفترة القادمة لتصبح الاستجابة الإنسانية فعاله و اكثر جدوى و ذات اثر ملموس يمكن قياسه على تحسين حياة النازحين و المجتمعات المحلية.
 
* رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين
 
- نص كلمة رئيس الوحدة التنفيذية خلال فعالية إشهار نتائج الدراسة المسحية الأولى من نوعها لاحتياجات النازحين في اليمن، بعدن يوم الأربعاء 22 ديسمبر.