مختطف سابق يفضح فبركة الحوثيين لاعترافات التربوي المخلافي

  • صنعاء، الساحل الغربي:
  • 09:38 2025/08/25

كشف الدكتور سعيد الغليسي –مختطف سابق لدى المليشيا– عن تفاصيل ما سماه تلفيق المليشيا الحوثية لاعترافات التربوي الأستاذ "مجيب المخلافي" الذي ظهر في تسجيل متلفز بثته أجهزة الحوثي متَّهماً نفسه زوراً بالتجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل.
 
الغليسي أوضح أنه لم يكن يعرف المخلافي من قبل، سوى عندما شاهد التسجيل الحوثي المليء بالاتهامات، لكن الأقدار جمعته به في زنزانة جماعية بعد أن قضى هو نفسه 50 يوماً في زنزانة انفرادية؛ وهناك اكتشف –كما يقول– أن الرجل طيب وبسيط ومسكين بل ومسالم إلى أبعد الحدود.. وأكد أن بقية المختطفين أخبروه بأن الاعترافات التي ظهرت في الفيديو "مفبركة بالكامل".
 
وبحسب الشهادة، أجبر الحوثيون المخلافي على الحديث أمام الكاميرا لأكثر من ثلاث ساعات، تحت إيهامٍ بأن كلامه سيُرفع لرئاسة الوزراء كدليل على وطنيته وبراءته، غير أن التسجيل تم قصه ولصقه وتغيير سياقه لإظهاره بمظهر "الجاسوس المعترف".
 
فمثلاً –يوضح الغليسي– حين تحدث المخلافي عن رفضه وزملائه محاولة أمريكية لإدخال مفردات غير لائقة إلى المناهج التعليمية، قام الحوثيون بحذف جملة الرفض، وأخرجوا كلامه على أنه موافقة صريحة.
 
المخلافي لم يعلم بما بثّته المليشيا إلا من خلال أسرته أثناء زيارتهم، إذ تعمدت إدارة السجن إغلاق التلفاز عن الزنازين لأسبوعين بعد عرض التسجيل؛ وروى الغليسي مشهد القهر الذي بدا على وجهه وهو يتساءل: لماذا يعتقلونني وأنا بريء ولم أرتكب أي جرم؟، ليرد عليه الغليسي: اصبر، فظلمهم سيكون من أهم أسباب زوالهم.
 
الأدهى –بحسب الغليسي– أن بعض عناصر الحوثي الذين يطلقون على أنفسهم "الثقافيين" كانوا يعترفون له سراً بأن المخلافي مظلوم، وأن ما جرى مجرد تلفيق من قبل أجهزة القمع التابعة للجماعة.
 
وختم الغليسي شهادته بالتأكيد أن المخلافي –مثل آلاف المظلومين في سجون الحوثي– لا يكف عن الدعاء على جلاديه ليل نهار، قائلاً: سيجعل الله دعاء هؤلاء المظلومين سبباً في زوال هذه الجماعة الظالمة عاجلاً أو آجلاً.
 
هذه الشهادة تسلط الضوء على واحدة من أبشع أساليب مليشيا الحوثي في صناعة الأكاذيب عبر الإعلام، وتحويل الضحايا من معلمين ومثقفين إلى "جواسيس مزعومين"، لتكريس سطوتهم وقمعهم ولتبرير جرائم الاختطاف والابتزاز بحق المدنيين الأبرياء.

ذات صلة