يتواصل الحراك الدولي لتقديم الدعم الإنساني العاجل لسكان قطاع غزة، في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية الناجمة عن الحصار ونقص الغذاء والدواء، حيث سجلت وزارة الصحة الفلسطينية وفاة أكثر من 147 شخصاً بسبب الجوع وسوء التغذية، غالبيتهم من الأطفال.

 

من جانبها استأنفت دولة الإمارات العربية المتحدة تنفيذ عمليات الإسقاط الجوي ضمن مبادرة "طيور الخير"، إلى جانب تسيير قوافل برية ضمن "عملية الفارس الشهم 3".. وشملت آخر القوافل 38 شاحنة، من بينها 20 محملة بأنابيب وخزانات لتشغيل مشروع خط مياه جديد بطول 7 كيلومترات، يمتد من محطة التحلية الإماراتية في مصر وصولاً إلى مناطق النزوح جنوب القطاع، ويهدف إلى توفير مياه شرب لنحو 600 ألف فلسطيني.

 

وبلغ إجمالي ما أسقطته الإمارات جواً منذ بدء العملية نحو 3725 طناً من المساعدات باستخدام 193 طائرة، مما يجعلها أكبر مساهم دولي في الإغاثة العاجلة لغزة، حيث مثّلت أكثر من 44% من مجمل المساعدات الدولية الواردة إلى القطاع.

 

وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي، أن الأوضاع في غزة وصلت إلى "مرحلة حرجة وغير مسبوقة"، مجدداً التزام بلاده بإيصال الدعم عبر الجو والبر والبحر، وحرصها على التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني.

 

في المقابل أعلنت دول أوروبية، منها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، عن استعدادها لإطلاق جسور جوية جديدة بالتعاون مع الأردن، فيما تعهدت إسبانيا بإسقاط 12 طناً من المواد الغذائية هذا الأسبوع؛ أما الأردن، فقد أرسل قافلة مساعدات جديدة تضم 60 شاحنة بالتنسيق مع برنامج الأغذية العالمي، فيما واصلت مصر تسيير شاحناتها من معبر رفح نحو غزة.

 

ويأتي هذا التصعيد الإنساني الدولي في ظل ارتفاع الأصوات المطالبة بوقف فوري للحرب، وتحذيرات أممية من أن نحو نصف مليون فلسطيني في غزة يواجهون ظروفاً تشبه المجاعة، مع حاجة أكثر من 90 ألف امرأة وطفل إلى علاج غذائي متخصص.