هزّت العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، جريمة قتل مروعة راح ضحيتها الشاب "أحمد منصور أحمد علي السلطان" في واحدة من أبشع الجرائم التي تشهدها المدينة خلال السنوات الأخيرة، لتكشف مجدداً عن الانهيار الأمني العميق وواقع الفوضى المتفشية.

 

ووفقاً لمصادر محلية متطابقة تعود تفاصيل الجريمة إلى نحو أسبوعين، حين تلقى الشاب أحمد اتصالاً من أحد معارفه المدعو "أيمن محمد اللسواس" طلب منه مرافقته لتأمين فعالية خاصة، مطالباً إياه بإحضار سلاح آلي ومسدس؛ وبحسن نية استجاب أحمد للدعوة، غير مدرك أنه يسير إلى كمين دُبّر بإحكام لاغتياله ونهب مقتنياته.

 

وفي منزل الجاني الواقع بشارع الأمناء قرب مدرسة أروى، نفذ القاتل جريمته بوحشية مفرطة، حيث أطلق النار على الضحية ثم قام بفصل رأسه ويديه عن جسده؛ الجثة دُفنت تحت قاعدة إسمنتية في فناء المنزل، فيما وُضع الرأس في سطل صُبّ عليه الإسمنت وأُلقي في القمامة بمنطقة العشاش، أما اليد فدُفنت في حي البليلي.

 

وبعد خمسة عشر يوماً من الاختفاء الغامض، تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على الجاني، الذي اعترف بتفاصيل الجريمة المروعة، لكن الرأس لم يُعثر عليه حتى الآن، في ظل ترجيحات بأنه نُقل ضمن النفايات إلى مكب الأزرقين؛ ولا تزال فرق البحث تعمل وسط صدمة واسعة.

 

وأكدت المصادر أن العصابة مكوّنة من ستة أفراد، ودوافع الجريمة مالية بحتة، تمثلت في السطو على سلاح المجني عليه وهاتفه ومبلغ نقدي كان بحوزته.

 

هذه الجريمة الدموية أعادت إلى الواجهة واقع الانفلات الأمني والانهيار الاقتصادي في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث تزايدت معدلات الجريمة المنظمة بشكل غير مسبوق، في ظل غياب القانون وتفشي الفقر ونهب رواتب الموظفين، وسلطة كهنوتية ترعى الفوضى وتتغذى على معاناة الناس.