بيان قبلي غاضب يرفض المساومة ويحمل القيادة مسؤولية دم العميد زايد

  • عدن، الساحل الغربي:
  • 09:36 2025/07/15

في موقف قبلي حازم، أعلنت قبائل الحيمتين غربي صنعاء رفضها القاطع لأي محاولة للتهاون أو تمييع قضية مقتل العميد "عبدالله محمد زايد" الذي سقط في كمين غادر أثناء مهمة رسمية بمحافظة المهرة، معتبرة الحادثة جريمة جنائية خططت لها خلايا وأيادٍ مرتبطة بمليشيا الحوثي.
 
 
البيان الصادر عن القبائل، حمّل القيادة السياسية والعسكرية كامل المسؤولية في ملاحقة المتورطين، وعلى رأسهم القيادي القبلي الموالي للحوثيين "محمد أحمد علي الزايدي" الذي تم توقيفه في منفذ صرفيت أثناء محاولته مغادرة البلاد بجواز دبلوماسي مزور، في وقت تؤكد فيه القبائل أن هناك "قرائن واضحة" تربطه بالخلايا التي نفذت الكمين؛ واعتبرت القبائل أي محاولة لتبرئة الزايدي (تواطؤاً مفضوحاً مع القتلة وإهانة لدماء الشهداء) داعية الرئيس العليمي ومجلس القيادة ووزارتي الدفاع والداخلية إلى اتخاذ موقف حازم يليق بجسامة الجريمة.
 
العميد عبدالله زايد –أحد أبرز ضباط سلاح الدروع– وُلد في مديرية الحيمة الداخلية بصنعاء، وامتدت خدمته العسكرية لأكثر من أربعة عقود، تميز خلالها بالانضباط والكفاءة.. انتقل إلى المهرة مطلع الألفية ضمن خطة إعادة الانتشار، وعُيّن لاحقاً قائداً لكتيبة الدبابات في اللواء 137، حيث واصل أداءه المهني في تناغم مع السلطات المحلية، دون انخراط في الاصطفافات المناطقية؛ في 8 يوليو 2025 وبينما كان يقود قوة لتأمين نقل الموقوف الزايدي إلى مدينة الغيضة، تعرّض لكمين مسلح في مديرية حوف، أسفر عن استشهاده وإصابة عدد من جنوده.
 
التحقيقات التي أعقبت العملية كشفت عن شبكة تهريب حوثية متشعبة تنشط عبر الحدود الشرقية، بإشراف مباشر من القيادي الحوثي "عباد الزايدي" الحامل للجنسية العُمانية، والمتصل بمحطة استخبارية تابعة للجماعة في سلطنة عمان يقودها المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام؛ كما ضُبطت بحوزة الزايدي وثائق حساسة وجوازات مزورة وبيانات تؤكد تورط أبنائه ضمن الشبكة ذاتها، ما فضح امتداد وتغلغل النشاط الحوثي في المهرة، رغم محاولات تغليف القضية بطابع قبلي.
 
وعقب الحادثة عُقد اجتماع أمني في المكلا بحضور قادة المنطقتين العسكريتين الأولى والثانية، نتج عنه الدفع بتعزيزات عسكرية لتأمين المنافذ والطرق الصحراوية في حضرموت والمهرة، في ظل تحذيرات رسمية من خطورة التهاون مع مظاهر التغلغل الحوثي في المناطق الشرقية؛ وأكد العميد محمد الكميم أن حادثة زايد كشفت أولى مظاهر الاختراق الحوثي في المهرة، داعياً إلى التعامل الصارم مع التهديد الأمني.
 
من جهتهم شدد رفاق العميد زايد على أن الفقيد كان مثالاً للضابط الميداني الصامت والمخلص، الذي نذر حياته لخدمة الوطن دون البحث عن الأضواء.. وأشادوا بدوره في تطوير وحدات سلاح الدروع والتزامه الأخلاقي والوطني الذي ظل سارياً حتى لحظة استشهاده.
 
وبينما يتواصل التحقيق الأمني في خلفيات الجريمة، تجدّدت الدعوات القبلية من أبناء الحيمتين إلى رص الصفوف في وجه المشروع الحوثي وخلاياه المتسللة، مؤكدين أن دم العميد زايد لن يكون ثمناً لمساومات أو تهدئات وقتية، ولكن يجب أن يكون نقطة تحول فاصلة في معركة تثبيت الدولة ومواجهة التمدد الحوثي في عمق المناطق المحررة.

ذات صلة