مليشيا الحوثي تحتجز جثمان شيخ نهم للأسبوع الثالث وتمنع مراسم دفنه

- صنعاء، الساحل الغربي:
- 01:01 2025/07/14
تواصل مليشيا الحوثي احتجاز جثمان الشيخ القبلي البارز "محسن بن عايض" شيخ مشايخ نهم، منذ أكثر من أسبوعين عقب وفاته في أحد سجونها بصنعاء، حيث أمضى أربع سنوات دون محاكمة أو تهمة معلنة، في ظل رفض تام لتسليم جثته لذويه.
وأفادت مصادر قبلية وحقوقية أن المليشيا منعت نجل الفقيد "طالب بن محسن" –والمعتقل حالياً أيضاً– من استلام جثة والده أو المشاركة في أي مراسم تشييع، كما منعت زميلاً سابقاً للشيخ في السجن، في انتهاك صارخ للأعراف التقاليد القبلية والإسلامية.
ويُظهر هذا السلوك الحوثي كيف امتدت العقوبات لتطول الأموات، حيث وصف ناشطون ما جرى بأنه "دعس علني على كل الأعراف والأسلاف اليمنية" مشيرين إلى أن الحوثيين لم يكتفوا بسجن الشيخ وتغييب صوته بل أصروا على مصادرة حقه الأخير في الدفن الكريم.
الشيخ محسن بن عايض كان قد اعتُقل قبل أكثر من أربع سنوات على خلفية خلافات مع محافظ صنعاء المعيّن من الحوثيين عبدالباسط المهدي، إثر كشفه عن قضايا فساد تورط فيها عبدالحافظ الهادي، وهو ما اعتبره مقربون منه تصفية حسابات داخلية بعد أن كان من أوائل من دعموا الجماعة في بداية الحرب.
وخلال فترة احتجازه واجه الشيخ ظروفاً صحية قاسية، في ظل إهمال طبي متعمد أدى إلى تدهور حالته ووفاته داخل السجن، ما يضع المليشيا في مواجهة اتهامات قانونية بـ"القتل شبه العمد" بحق شخصية اجتماعية بارزة، كانت حتى الأمس القريب تُحسب ضمن داعميها.
الحادثة فجّرت موجة استياء عارمة داخل قبائل نهم وخارجها، خاصة مع تصاعد استهداف الشخصيات القبلية التي انقلبت على الجماعة أو انتقدت سياساتها؛ وتوالت المطالبات بسرعة تسليم جثمان الشيخ ودفنه وفق الشريعة والعُرف، إلى جانب الإفراج عن نجله ومحاسبة المتورطين في الجريمة.
وبينما يزداد الضغط القبلي والمجتمعي يواصل الحوثيون تعنّتهم، في مشهد يُجسد انهيار القيم والأخلاق في مناطق سيطرتهم، ويدفع اليمنيين إلى التساؤل: إذا كانت الجثث تُمنع من الدفن، فماذا تبقّى من إنسانيتهم؟