بعد تضامنه مع الشيخ حنتوس.. الحوثيون يختطفون المحامي الحيدري ويخفونه قسرياً

  • صنعاء، الساحل الغربي:
  • 06:22 2025/07/12

أقدمت مليشيا الحوثي على اختطاف المحامي "ميثاق الحيدري" في العاصمة المحتلة صنعاء، بعد أيام من ظهوره الإعلامي متضامناً مع أسرة معلم القرآن الشيخ "صالح حنتوس" الذي قُتل مطلع يوليو الجاري عقب اقتحام منزله في مديرية السلفية بمحافظة ريمة من قبل مليشيا الحوثي.
 
وأكدت مصادر متطابقة أن المحامي الحيدري فُقد الاتصال به منذ يوم الاثنين، عقب استدعائه من قبل أمن منطقة آزال التابع للحوثيين - مرجحة تعرضه للإخفاء القسري والتعذيب، خصوصاً بعد منشورات حذر فيها من محاولات لإسكاته عقب تضامنه مع حنتوس ومطالبته بالتحقيق في ظروف اغتياله؛ وكان الحيدري قد عبّر عن رفضه لحرمان حنتوس من التشييع والعزاء، مستنكراً صمت مشايخ ريمة وعقالها إزاء ما وصفه بجريمة انتقامية بحق رجل أفنى عمره في تعليم القرآن الكريم.
 
ولا تقف الانتهاكات عند اختطاف الحيدري، إذ تواصل مليشيا الحوثي احتجاز 12 فرداً من أقارب الشيخ حنتوس –بينهم أربعة أطفال وثلاثة مسنين– إلى جانب اثنين من الجرحى؛ وتؤكد مصادر حقوقية أن المختطفين يتعرضون للتعذيب في سجون الحوثيين، بهدف انتزاع اعترافات ملفقة منهم في محاولة لتشويه التضامن الشعبي الواسع مع قضية حنتوس، التي تحولت إلى رمز للوعي الشعبي المتزايد إزاء جرائم المليشيا.
 
وبحسب الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، فإن الأطفال المختطفين تتراوح أعمارهم بين 10 و16 عاماً، ويقبعون في ظروف قاسية إلى جانب كبار السن والمرضى دون أي مراعاة للوضع الإنساني.. وأشارت الشبكة إلى أن من بين المختطفين: أسد وبسام وأنس وغمدان من عائلة حنتوس، إضافة إلى عبدالمجيد يحيى حنتوس، وكبار السن حميد باقش وعبده سعدون؛ مؤكدة أن الاعتقال يهدف إلى ردع التعاطف المتزايد مع الأسرة في الداخل والخارج.
 
ويأتي التصعيد الحوثي ضمن سياق حملات متصاعدة استهدفت نشطاء وحقوقيين تفاعلوا مع قضية حنتوس عبر منصات التواصل، إذ شهدت الأسابيع الأخيرة مداهمات واعتقالات في صنعاء، وعمران، وإب، طالت العشرات من المتضامنين، بينما تتصاعد المخاوف من تصفية المختطفين أو إرغامهم على الظهور في اعترافات مصورة لإعادة صياغة الرواية الرسمية للجريمة.
 
وتُعد جريمة اغتيال الشيخ حنتوس من أبرز الجرائم التي كشفت الوجه الحقيقي لمليشيا الحوثي في تعاملها مع رجال الدين والمعلمين، حيث سبق القتل حصار طويل وحرمان من الراتب والتدريس، وانتهاكات متعددة انتهت بإعدامه خارج القانون.
 
ودعت الشبكة الحقوقية والمنظمات الدولية المعنية، إلى التدخل العاجل والضغط للإفراج عن المحامي الحيدري وكافة أفراد أسرة حنتوس، محملة مليشيا الحوثي مسؤولية حياتهم وسلامتهم.. كما طالبت بكشف مصير المختفين قسراً وإنهاء سياسات الترهيب التي تمارسها المليشيا ضد كل من يرفع صوته ضد ظلمها واستبدادها.

ذات صلة