اختطاف جلال الرويشان.. صراع أجنحة وتصفية داخلية تعصف بهرم الحوثيين الأمني

- صنعاء، الساحل الغربي:
- 09:40 2025/07/10
أقدم جهاز الأمن والمخابرات التابع للمليشيا الحوثية، الأربعاء، على اختطاف جلال الرويشان نائب رئيس وزراء حكومة الحوثيين غير المعترف بها والمسؤول عن شؤون الدفاع والأمن، من منزله وسط العاصمة المحتلة صنعاء، واقتادوه إلى جهة مجهولة مع عدد من مرافقيه.
وأكدت مصادر مطلعة أن قوة أمنية كبيرة داهمت منزل الرويشان فجر الأربعاء، واعتقلته تحت تهديد السلاح، في ظل حالة استنفار أمني غير مسبوق وتكتم شديد يلف الحي ومحيطه، في وقت لم يصدر عن الجماعة أي بيان رسمي أو توضيح يحدد أسباب ودوافع هذه الخطوة المفاجئة.
وبحسب المصادر فإن التهمة الموجهة للرويشان تتعلق بـ"التخابر" في مؤشر على أن عملية الاختطاف ربما تكون غطاءً لعملية تصفية سياسية ممنهجة، خاصة بعد تصاعد الشكوك حول ولاءات بعض الشخصيات الأمنية داخل الجماعة، عقب تسريبات وتقارير استخباراتية تحدثت عن اختراقات أمنية طالت البنية الداخلية للحوثيين.
ويرى ناشطون أن اختطاف الرويشان —الذي سبق أن شغل منصب وزير الداخلية ويُعد من أبرز الوجوه الأمنية التي انضمت للمليشيا عقب انقلابها— يشير إلى عودة قوية لنهج التصفيات الداخلية، في ظل اشتداد صراع الأجنحة وتفاقم الضغوط الخارجية على الجماعة، لا سيما بعد تزايد تورطها في الهجمات على الملاحة الدولية في البحر الأحمر وتكثيف المراقبة الإقليمية والدولية لتحركاتها.
وتعد هذه الحادثة ضربة قوية لما تبقى من تماسك صوري داخل هرم الجماعة الحوثية، وتأكيداً على أن ما يجري خلف الكواليس ليس إلا فصلاً جديداً من تصفية الحسابات بين أجنحة المليشيا المتصارعة، في منظومة باتت تتآكل من الداخل مع تزايد عزلتها واحتدام الخلافات التي تُدار بلغة الخطف والتخوين والتغييب القسري.