وجهت سمر ناصر اليافعي الرئيسة التنفيذية لمنظمة "يمن إيد"، خطاباً مؤثراً خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي مكرسة لمناقشة الوضع الإنساني في اليمن، أكدت فيه أن الشعب اليمني لا يحتاج إلى تعاطف مؤقت ولكن إلى شراكة دولية حقيقية تستعيد كرامته وتبني سلاماً مستداماً يعالج جذور الأزمة.

 

ونقلت اليافعي في كلمتها شهادة مباشرة من واقع عملها الميداني داخل اليمن منذ عام 2022 مشيرة إلى انقطاع الكهرباء لساعات طويلة يومياً، وتدهور حاد في العملة المحلية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، إلى جانب توقف الرواتب وتراجع الخدمات الصحية والتعليمية، وهو ما دفع الفئات الأضعف خصوصاً الأطفال وكبار السن إلى مواجهة خطر البقاء.

 

ولفتت إلى أن الانخفاض المفاجئ في التمويل الدولي للبرامج الإنسانية أدى إلى توقف توزيع الغذاء وإغلاق مرافق صحية مهمة وتعليق برامج نقدية حيوية، مما ترك مئات الآلاف في مواجهة مجهول قاتم.

 

وحملت اليافعي مليشيا الحوثي المسؤولية المباشرة عن تعقيد الأزمة، عبر هجماتها المتكررة على السفن التجارية والإنسانية في البحر الأحمر وخليج عدن، وانتهاكاتها بحق العاملين في المجال الإغاثي، مطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن المحتجزين وإنهاء التضييق على المنظمات الإنسانية.

 

وفي المقابل أشادت بالتعاون المتزايد من قبل الحكومة المعترف بها دولياً، خصوصاً في محافظات الجنوب التي تستضيف نحو نصف سكان البلاد، ودعت مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات عاجلة تشمل الضغط على الحوثيين، وتعزيز التمويل الإنساني ودعم السلطات المحلية، وضمان العدالة والمساءلة ضمن أي تسوية سياسية مستقبلية.

 

وتطرقت اليافعي إلى الصعوبات التي يواجهها مجلس القيادة الرئاسي، مؤكدة أن غياب اللوائح التنظيمية وتعدد التوجهات السياسية فيه أبطأ وتيرة الإصلاح وخلق فراغات مؤسسية تستوجب تدخلاً عاجلاً، مطالبة بتقديم دعم قانوني ودبلوماسي لتعزيز فاعلية المجلس، وعدم إفلات مرتكبي الانتهاكات من العقاب.

 

وختمت بالقول: (أتطلع إلى تحرك جاد يتناسب مع حجم المعاناة ويعيد لأبناء شعبي الثقة بالعدالة وبمستقبل أكثر إنسانية واستقراراً).