أقدم الشاب "عصام العتمي" في العشرينيات من عمره، على الانتحار شنقاً مساء الثلاثاء، بعد أيام من زيارته لوالده المختطف في أحد سجون مليشيا الحوثي بمدينة إب.

 

وبحسب مصادر محلية فقد عُثر على جثة عصام مشنوقاً في منطقة "سايلة المعرضة" بعزلة "أصل الجبل" بمديرية حزم العدين غرب محافظة إب، وسط صدمة كبيرة بين أهله وأهالي قريته الذين أفادوا بأنه كان يعيش حالة نفسية سيئة بعد الزيارة، نتيجة ما شاهده من أوضاع مأساوية يرزح تحتها والده المختطف.

 

وتأتي هذه الحادثة لتضاف إلى سلسلة من حالات الانتحار والانهيار النفسي التي تصاعدت بشكل لافت في محافظة إب والتي تُعد من أكثر المحافظات تضرراً على المستويين الإنساني والنفسي في ظل سيطرة الحوثيين؛ إذ تفيد تقارير ميدانية بارتفاع معدلات الانتحار بين الشباب، نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية والصحية واستمرار الاعتقالات التعسفية والتعذيب في السجون السرية وانعدام أي أفق لحياة كريمة.

 

ويرى ناشطون أن ما يجري في إب وغيرها من مناطق سيطرة الحوثيين هو نتاج مباشر للسياسات القمعية التي تتبناها المليشيا والتي دفعت مئات الأسر إلى الانهيار، في ظل انعدام العدالة وتفكك البنية المجتمعية.

 

وتحذّر منظمات حقوقية من اتساع هذه الظاهرة المأساوية، مشيرة إلى أن ما يُسمى بـ"الانتحار تحت التعذيب النفسي" بات واقعاً يومياً للشباب، الذين يجدون أنفسهم بين مطرقة القهر الأمني وسندان البؤس المعيشي، دون أي بوادر انفراج أو أمل يُذكر.