في حادثة تؤكد تصاعد الصراعات الدموية داخل أجنحة مليشيا الحوثي، قُتل القيادي الحوثي البارز "يحيى علي عسكر الشريف" المكنى بـ"العقيد" وقائد ما يسمى "قوات الأمن المركزي" في شرطة الجوف، السبت، في حادث مروري غامض أثار الكثير من علامات الاستفهام بشأن دوافعه الحقيقية، وسط ترجيحات بتصفيته داخلياً.

 

وأوضحت مصادر مطلعة أن الحادث لا يزال يكتنفه الغموض، مرجحة أن يكون جزءاً من موجة تصفيات داخلية تستهدف قيادات الصف الأول، خاصة أولئك المتورطين في انتهاكات جسيمة ونهب منظم، كما هو حال الشريف الذي راكم نفوذاً واسعاً في الجوف وأصبح عبئاً ثقيلاً داخل دوائر النفوذ الحوثية.

 

وفي تأكيد لصراعات التصفيات أفادت مصادر محلية بمقتل عنصرين من المليشيا، هما (يوسف محمد المساجدي ونصر عبدالرحمن صالح المساجدي) برصاص قيادي حوثي ينتمي إلى صعدة، عقب خلافات على تقاسم عائدات نقطة تفتيش بقرية "المساجد" في مديرية بني مطر، محافظة صنعاء.

 

وتعكس هذه الحوادث المتكررة حجم التفكك والانقسام الحاد داخل صفوف المليشيا، التي بات نفوذها ساحة صراع مفتوحة على الدم لا تحكمها سوى منطق القوة والتصفيات.

 

ويشهد الداخل الحوثي موجة غير مسبوقة من التصفيات والاختفاءات الغامضة مدفوعة بصراعات محتدمة على الجبايات والإيرادات والمواقع القيادية، ما يعكس هشاشة البنية التنظيمية وعمق الصراع بين أجنحتها المتنافسة على السلطة والنفوذ.

 

ويرى ناشطون أن هذه الاضطرابات تنذر بانهيار وشيك داخل العمق المليشياوي خاصة مع تآكل الثقة بين القيادات، وتحوّل أدوات النفوذ إلى وسائل عنف تقوّض ما تبقى من استقرار في مناطق سيطرتها.