بصواريخ حقد حوثية.. استشهاد معلم القرآن الشيخ صالح حنتوس بعد هجوم دموي استهدف منزله

- صنعاء، الساحل الغربي:
- 12:40 2025/07/02
استُشهد الشيخ السبعيني "صالح أحمد حنتوس" أحد أبرز معلمي القرآن الكريم في محافظة ريمة، مساء الثلاثاء، إثر هجوم دموي شنّته مليشيا الحوثي على منزله ومسجده في قرية المعذب بمديرية السلفية، في جريمة أثارت صدمة شعبية ودعوات واسعة للتحقيق والمحاسبة الدولية.
الهجوم الحوثي بدأ بحصارٍ عسكري فجّ قبيل فجر الثلاثاء، شارك فيه ما لا يقل عن 80 طقماً حوثياً قدمت بعضها من محافظة ذمار، مزودة بأسلحة ثقيلة وقذائف "آر بي جي" استهدفت بها منزل الشيخ حنتوس، أدى إلى إصابته وزوجته بجراح خطيرة؛ ورغم استغاثات الأهالي منعت المليشيا سيارات الإسعاف ووساطات محلية من الوصول لإنقاذهما حتى فارق الحياة متأثراً بجراحه، في ظل أنباء عن مصير مجهول لأفراد أسرته.
الشيخ حنتوس الذي ناهز الخامسة والسبعين كان رمزاً دينياً واجتماعياً معروفاً في ريمة، ويُعرف بتفانيه في تعليم القرآن الكريم لأكثر من أربعة عقود؛ وقد سبق أن أغلقت المليشيا دار التحفيظ التي أسسها قبل سنوات وأحرقت محتوياتها، وهددته مراراً بسبب استمراره في تعليم القرآن دون "ترخيص حوثي" كما اعتدت عناصرها على أبنائه في السوق ونهبت راتبه وراتب زوجته.
وفي وصية صوتية سجلها قبيل القصف على منزله، وجّه الشيخ حنتوس نداءً مؤثراً قال فيه: (أنا مظلوم.. الحوثيون أطلقوا النار عليّ في المسجد ونهبوا رزقي واعتدوا على أولادي. ذهبت إلى الدولة فلم يُنصفني أحد. وإنها شهادة في سبيل الله).
ووجّه الشيخ أصابع الاتهام بشكل مباشر إلى القيادي الحوثي "فارس روبع" منتحل صفة مدير مديرية السلفية، الذي هدده علناً بقصف منزله، وإلى القيادي الحوثي "فارس الحباري" منتحل صفة محافظ ريمة، واللذين قادا الحملة الهجومية ضده، وفقاً لتقارير رسمية وحقوقية.
وقد أدان وزير الإعلام والثقافة "معمر الإرياني" الجريمة، واصفاً إياها بـ"الوحشية" ومشدداً على أن استمرار الصمت الدولي يشجع المليشيا على ارتكاب المزيد من المجازر، داعياً إلى تصنيفها كمنظمة إرهابية دولية؛ كما أصدرت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات بياناً أكدت فيه أن الهجوم بما تضمنه من قصف وإغلاق دار قرآنية وإحراق منازل مدنيين، يمثل "جريمة حرب مكتملة الأركان".
بدوره حمّل وكيل محافظة ريمة "محمد العسل" جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عن الجريمة، داعياً إلى تدخل أممي لحماية المدنيين، فيما وصف مكتب حقوق الإنسان في ريمة الشيخ حنتوس بأنه "رمز ديني إصلاحي لم يتورط في أي صراع" مؤكداً أن استهدافه يمثل اعتداءً صريحاً على الدين والكرامة.
من جانبه عبّر المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) عن استنكاره الشديد، محذراً من المفارقة الأخلاقية الصارخة بين ما تدعيه الجماعة الإرهابية من الدفاع عن غزة، وما ترتكبه من فظائع بحق مدنيين عُزل في الداخل اليمني، مشيراً إلى أن منع إسعاف الشيخ وزوجته يُعد جريمة إضافية تستوجب التحقيق والمساءلة.
وقد خلفت الجريمة غضباً واسعاً، وسط تحركات قبلية وشعبية تطالب بالانتفاض لردع المليشيا ووقف حملتها الممنهجة ضد معلمي القرآن والدعاة، حيث سبق لها إغلاق مئات الدور واعتقال العشرات من المشايخ ضمن سعيها لفرض مشروعها الطائفي واستبدال الهوية الدينية الوسطية للشعب اليمني.
وفيما تنتشر المليشيا في محيط المنطقة لمنع أي تحركات احتجاجية، تتوالى الدعوات الحقوقية لفتح تحقيق دولي عاجل في الجريمة، واعتبارها جريمة إرهابية مكتملة الأركان.