"حرضة دمت" ضحية مشروع استخباراتي حوثي يطمس ذاكرة الطبيعة في الضالع

- الضالع، الساحل الغربي:
- 11:04 2025/06/30
شرعت مليشيا الحوثي خلال الأيام الماضية في تجريف وتدمير فوهة "حرضة دمت" البركانية بمحافظة الضالع، أحد أبرز المعالم الجيولوجية النادرة في اليمن، وسط حالة من الغضب الشعبي العارم وتحذيرات بيئية من كارثة وشيكة تهدد المنطقة.
ووفق مصادر محلية مطّلعة دفعت المليشيا بآليات ثقيلة إلى الموقع الواقع شرق "حمام الدردوش" المعروف محلياً بـ"حمام الحمدي" وبدأت فعلياً بتسوية التلال الرسوبية المحيطة بالفوهة البركانية، دون أي دراسات أثرية أو تقييم بيئي، في انتهاك صارخ للقوانين الوطنية والمعايير الدولية لحماية التراث البيئي والطبيعي.
وتشير المعلومات إلى أن المشروع يجري بتمويل مباشر من مستثمرين موالين للمليشيا، وسط تكهنات بأنه يهدف إلى إنشاء منشأة أمنية ضخمة تابعة لجهاز مخابرات الحوثيين، في وقت تحاول فيه الجماعة الترويج إعلامياً للمشروع تحت مسمى "دراسات بركانية مستقبلية".
الأهالي عبّروا عن غضبهم ورفضهم القاطع لهذه التجاوزات التي وصفوها بأنها طمس ممنهج لمعالم اليمن الجيولوجية ونهب للهوية الطبيعية للمنطقة، مؤكدين أن الفوهة تعد إرثاً بيئياً وتاريخياً نادراً، وأي مساس بها يمثل جريمة بحق الإنسان والطبيعة، ويهدد بحدوث انهيارات جيولوجية قد تُخلّف أضراراً لا يمكن احتواؤها.
ويُعد الموقع أحد أندر الظواهر الطبيعية في اليمن والمنطقة، حيث تتسم "حرضة دمت" بتركيبة جيولوجية مميزة وقيمة بيئية عالية، وهو ما جعلها محط أنظار الباحثين والمهتمين لعقود؛ ويخشى المواطنون أن يقود استمرار هذا العبث إلى فقدانها كلياً وتحويلها إلى منشأة أمنية مغلقة تخدم أجندات قمعية لا علاقة لها بالتنمية أو المصلحة العامة.
وتتزايد المطالبات من الأهالي بسرعة تدخل المنظمات الدولية والهيئات المعنية بالحفاظ على التراث الطبيعي لوقف هذه الجريمة البيئية قبل فوات الأوان، محذّرين من أن الصمت على مثل هذه الانتهاكات سيحوّل اليمن إلى مقبرة صامتة لمعالمه البيئية والتاريخية.