أسبوع ناري في الشرق الأوسط.. هل يفجّر ترامب القرار الأخير؟

- عدن، الساحل الغربي:
- قبل 3 ساعة و 56 دقيقة
تتسارع وتيرة التصعيد بين إيران وإسرائيل على نحو غير مسبوق مع دخول المواجهة العسكرية أسبوعها الثاني، في ظل غياب أميركي عن المفاوضات العاجلة، وتحركات دبلوماسية أوروبية وروسية تحاول احتواء ما وصفه محللون بـ"أخطر أزمة نووية–عسكرية منذ عقود".. ويأتي ذلك بالتزامن مع تصعيد دموي على الأرض تخللته هجمات دقيقة واغتيالات وتحذيرات من كارثة نووية تلوح في الأفق.
في جنيف عقد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اجتماعاً مع نظرائه في دول الترويكا الأوروبية (فرنسا–بريطانيا–ألمانيا) حيث عرض الأوروبيون خطة تقضي بوقف تخصيب اليورانيوم وتفكيك منشآت الطرد المركزي –لا سيما موقع فوردو– مقابل تخفيف العقوبات وتجميد بعض الأصول الإيرانية.. غير أن طهران رفضت أي طرح يمس برنامجها النووي أو الصواريخ الباليستية، معتبرة الأمر "خطاً أحمرَ".
وبينما أعلن عراقجي أن إيران "لن تفاوض تحت القصف" واصفاً الغارات الإسرائيلية بأنها "عدوان مباشر" غابت الولايات المتحدة رسمياً عن طاولة المفاوضات، في ظل انقسام داخل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول جدوى توجيه ضربة عسكرية إلى إيران؛ مصادر دبلوماسية كشفت عن مهلة لا تتجاوز أسبوعين منحها ترامب لفريقه الأمني لحسم القرار.
ميدانياً ومع دخول التصعيد يومه الثامن أطلقت إيران سلسلة هجمات صاروخية وطائرات مسيّرة طالت العمق الإسرائيلي بما في ذلك تل أبيب وحيفا، مستخدمة صواريخ انشطارية متطورة نجحت في تجاوز أنظمة الدفاع الإسرائيلية كـ"القبة الحديدية" و"آرو 3" وأسفرت الضربات عن إصابة عشرات الإسرائيليين وخسائر فادحة في البنية التحتية؛ في المقابل نفذت إسرائيل ضربات مركّزة على منشآت إيرانية في أصفهان وطهران وشيراز والأحواز، مستهدفة مواقع نووية ومراكز تصنيع أجهزة الطرد المركزي.
وأعلنت تل أبيب اغتيال ثلاثة من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني: سعيد إيزادي قائد فيلق فلسطين، وبنهام شهرياري المسؤول عن نقل الوسائط القتالية لفيلق القدس، وأمين فور جودخي قائد وحدة الطائرات المسيّرة الثانية الذي تولى منصبه قبل أيام من مقتله... وفي آخر إحصائية بحسب وزارة الصحة الإيرانية قُتل 430 شخصاً وأُصيب أكثر من 3500 بجروح، فيما قُتل 24 إسرائيلياً على الأقل في الضربات المضادة.
وسط هذا التصعيد توجه عراقجي إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي رفض لعب دور "الوسيط" مكتفياً بطرح "أفكار بنّاءة" لتفادي الانفجار؛ وأكد الدبلوماسي الروسي فيتشيسلاف ماتوزوف أن بلاده "لن تنخرط في التصعيد" منتقداً مساعي إسرائيل لإفشال أي تسوية؛ وأشار محللون إلى أن روسيا تسعى لاستغلال موقعها الاستراتيجي بين طهران وتل أبيب، خاصة في ظل الغياب الأميركي.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أجرى بدوره اتصالاً مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، محذراً من خطر الانزلاق نحو حرب إقليمية، ومؤكداً على ضرورة استئناف المحادثات النووية، فيما شددت مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية "كايا كالاس" على ضرورة بقاء قنوات الحوار مفتوحة، ومشاركة واشنطن في الجولة القادمة.
مجلس الأمن والأمم المتحدة حذّرا من كارثة نووية محتملة بعد استهداف منشآت حساسة كموقع أصفهان ومفاعل بوشهر، فيما حذّرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من احتمال حدوث تسرب إشعاعي كارثي في حال تكرار القصف على المنشآت النووية.
في هذه الأثناء تصاعدت الضغوط الشعبية في إسرائيل على حكومة بنيامين نتنياهو التي تواجه تحديات اقتصادية وأمنية هائلة مع ارتفاع كلفة الحرب إلى مئات ملايين الدولارات يومياً ومخاوف من طول أمد المواجهة؛ من جهتها تواصل طهران التأكيد على سياسة "الصبر الاستراتيجي" لكن مصادرها تشير إلى استعداد شامل لمواجهة ممتدة.
وبينما تحاول أوروبا احتواء الأزمة تبقى خيوط الحسم بيد البيت الأبيض، في ظل حالة ترقّب لقرار ترامب الذي قد يُفجّر الأوضاع أو يفتح ثغرة في جدار الدبلوماسية.. فهل تمضي المنطقة إلى انفجار شامل أم تشهد الأيام المقبلة صفقة اللحظة الأخيرة؟ الجواب لا يزال في قلب العاصفة.