وهمٍ اسمه "الجمهورية الإسلامية"
قبل 5 ساعة و 51 دقيقة
إن 45 عامًا من التآمروالتزييف والكذب وتدخلات وتحالفات مشبوهةوشعارات باسم الدين تدفع العرب شعوبًا وأنظمة، لإعادة قراءة المشهد كاملاً
فما يسمى بـ"الجمهورية الإسلامية" ليس إلا نسقًا سلطويًا ملوثًا بالتاريخ الصفوي ومتدثرًا بثياب الثورة لكنه يمارس كولونياليةمذهبية ناعمة تتطلب تفكيكها لا مجاراتها
لقد آن الأوان لفك شيفرة هذا المشروع القاتم ليس فقط سياسيًابل فكريًا وثقافيًا وفلسفيًا وكشف ما وراءه من أدوات الاستلاب واحتكار الحقيقة تحت راية الدين الذي بُعث رحمةً للعالمين لا لعنةً على الجيران
منذ اللحظة التي أطلت فيها ما يُسمى بـ"الجمهورية الإسلامية" في إيران على المسرح السياسي عام 1979 والعالم العربي يرزح تحت مشروعٍ يرفع راية "الإسلام"بينما يمارس كل ما يناقض جوهره وقيمه. 45 عامًا كانت كافية لتكشف أن ما بُني على وهم لا يُثمر إلا خرابًا
إن الجمهورية الإسلامية كما تُسمّي نفسها، لم تكن يومًا مشروعًا دينيًا إصلاحيًا كما أوهمت أتباعهابل كانت وما تزال مشروعًا سياسيًا باطنيًا يختبئ خلف أقنعة الفضيلة ليمارس أنشطته التخريبية في المنطقة باسم الدين، بينما هو في جوهره براغماتي مصلحي مهووس بالتوسع الإمبراطوري
تدخلات في شؤون الدول أدوات ناعمة وأذرع خبيثة
من اليمن إلى لبنان، مرورًا بسوريا والعراق
سعت طهران إلى تفكيك المجتمعات العربية من الداخل لابقوة الجيوش فحسب بل عبر ميليشيات مذهبية تُغذى بالخطاب الطائفي وتُموَّل وتُسلَّح بحجج المقاومة، لكنها في حقيقتها أدوات لزعزعة الأمن القومي العربي
في اليمن سلّحت جماعة الحوثي ودفعت بها إلى قلب صنعاءمهددة أمن الخليج ومستخدمة الأطفال وقودًا لحرب بلا أفق
في العراق دعمت ميليشيات الحشد الشعبي على حساب الدولة وزرعت الفساد في كل مفصل من مفاصل الحكم، بعد أن تواطأت ضمنيًامع الغزو الأمريكي وسهّلت سقوط بغداد
في سورياوقفت بجانب نظام دموي قتَل وهجّر شعبه فقط لتضمن بقاء خط نفوذها من طهران إلى بيروت
في لبنان وضعت القرار السيادي في قبضة حزب الله لتحوّل دولة الأرز إلى رهينة الأزمات المفتعلة
في السعودية والكويت والبحرين موّلت محاولات تخريب واستهداف مباشر للنسيج الاجتماعي، وسعت لإشعال فتيل الفتنة الطائفية، مدعيةً الدفاع عن "المستضعفين"
أما جزر الإمارات المحتلة (طنب الكبرى، طنب الصغرى وأبو موسى) فتمثل الدليل المادي الحي على أن طهران لا تؤمن بالجوار ولا بالمواثيق بل بمبدأ الهيمنة والنهب الصامت
لم تقف عند هذا الحد بل بلغ بها الحال التحالف مع "الشيطان الأكبر" امريكا والغرب الذي صدعت رؤس الناس باستعدائها لهم
وهي مفارقة الزمن أن من يصف واشنطن بـ"الشيطان الأكبر" كان أول من تعاون معها في إسقاط نظام صدام حسين، وأحد أبرز المستفيدين من انهيار النظام العراقي
وهناك الالاف من الوثائق والشهادات تؤكد أن طهران زوّدت الغزاة بمعلومات استخباراتية دقيقةوعملت على تهيئة ميليشياتها لتكون البديل الميداني في العراق بعد سقوط بغداد
وها هي اليوم تساوم تذوق من ذات الكأس
اما استخدامهاللاسلام لم يكن هوية بل ذريعة
حيث تتحدث الجمهوريةالإيرانية بلغة الدين لكنهاتمارس ما يمكن تسميته بـ"الاستبداد المقدّس" إذ تُضفي على تصرفاتهاصبغة شرعية زائفةمن خلال روايات مذهبيةمحرفة ومؤدلجة
ومعتقدات باطنية وأفكارقائمة على الغيبوية تُسوّق كأنهافضائل بينما هي في الحقيقةأدوات للسيطرة الفكرية وإقصاء الآخرتحت غطاء "التمهيد للظهور" و"ولاية الفقيه" التي لم تكن يومًا سوى غطاء سلطوي لإسكات الداخل وتخويف الخارج
اعتمتدت هذة( جمهورية الوهم )على الفكر الرمزي الذي دمج بين التقية والاستراتيجية
فمن بين أخطر أدوات( الجمهورية الوهم) ما يسمى بـ"التقية السياسية"وهو تكتيك تاريخي باطني بات يُستخدم كأداة استراتيجية، تسمح لطهران بممارسة الكذب العلني في سبيل الحفاظ على مصالحهاوتقدم مشروعها
اما الادوات الرمزيةلحركية مشروع جمهورية الوهم الاسلاميةالسياسي يبدوواضحا
من خلال المظلوميةالدائمةكوسيلةلطلب الدعم الدولي وتبريرالسلوك العدواني
والسعي للتحالف مع الشيعةالعرب كأداة لاختراق الأمن القومي العربي وتفجير المجتمعات من الداخل
وصناعةايقونات المقاومةالخادعةكشعارٌ أجوف يُستخدم فقط حين يكون مفيدًالتوسيع النفوذبينمالايُطبّق ضدإسرائيل إلا في الخطب اوحين تتعرض ايران ذاتهاللخطر
واليوم في خضم صراعها المكشوف مع إسرائيل تسقط آخرأوراق التوت عنهافالشعارات الثوريةوالمزايدات الدينيةانهارت أمام واقعٍ يفضح التواطؤوالارتباك والمصالح الضيقةلم تعدإيران قِبلة "المقاومة"ولاحامية الإسلام بل انكشفت كقوةإقليميةتلهث وراءالنفوذحتى لو على حساب دماءالشعوب التي تزعم الدفاع عنها الحرب اليوم لم تكشف فقط عجزها العسكري بل عرّت أكاذيبها المتراكمة عبر عقود.