‏تصعيد إيراني إسرائيلي غير مسبوق يهدد بانفجار حرب إقليمية

  • عدن، الساحل الغربي:
  • قبل 12 ساعة و 36 دقيقة

في تصعيدٍ غير مسبوقٍ يُنذر بانفجارٍ شاملٍ في الشرق الأوسط، شن الكيان الإسرائيلي فجر الجمعة، سلسلة ضربات جوية مركّزة استهدفت العمق الإيراني، في إطار عملية وُصفت بأنها الأوسع في تاريخ الخصومة بين الطرفين، بينما ردّت طهران بإطلاق وابل من الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه المدن الإسرائيلية، في مشهدٍ درامي ينقل الصراع من حرب الظل إلى مواجهةٍ مفتوحة.
 
بدأت العملية الإسرائيلية تحت مسمى "الأسد الصاعد" وشاركت فيها أكثر من 200 طائرة حربية، استهدفت بين 100 إلى 150 هدفاً داخل إيران، من أبرزها منشآت نطنز وفوردو النووية، وقواعد للدفاع الجوي في طهران وهمدان وأصفهان؛ وأسفرت الضربات عن مقتل العشرات بينهم 20 من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين، مثل فريدون عباسي ومهدي طهرانجي وأحمد رضا ذو الفقاري، في ضربةٍ وصفتها تل أبيب بأنها "تحييد فوري للتهديد الوجودي الإيراني".
 
وردّت طهران مساء الجمعة بسلسلة من الهجمات الصاروخية تحت عنوان "الوعد الصادق 3" أطلقت خلالها نحو 200 صاروخ وأكثر من 100 طائرة مسيّرة، مستهدفة تل أبيب والقدس ومناطق أخرى، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين إسرائيليين وإصابة العشرات؛ وفيما دوّت صافرات الإنذار تصدت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية لعشرات القذائف، في وقت تحدثت فيه وسائل الإعلام الإسرائيلي عن دمار واسع وسقوط صواريخ قرب منازل وسط تل أبيب.
 
لم تكتف إسرائيل بالجولة الأولى بل شنت السبت موجة جديدة من الضربات، استهدفت منصات إطلاق صواريخ ومنظومات دفاع جوي داخل إيران، وامتدت لأكثر من 1500 كم داخل أراضيها؛ وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن العملية تمت بتنسيق مع جهاز الموساد، الذي كشف لاحقاً عن إقامة قاعدة إسرائيلية سرية للطائرات المسيّرة قرب طهران، أدت إلى اعتقال خمسة أشخاص في مدينة يزد بتهمة التعاون مع إسرائيل.
 
الخسائر الإيرانية كانت فادحة؛ إذ أعلنت طهران مقتل عدد من كبار القادة العسكريين، بينهم اللواء حسين سلامي قائد الحرس الثوري، واللواء محمد باقري رئيس هيئة الأركان، إلى جانب قادة ميدانيين في مقرات "خاتم الأنبياء" وسلاح الجو؛ كما أكدت مصادر استخباراتية أميركية مقتل علي شمخاني المستشار الخاص لخامنئي، وسط تكتم رسمي إيراني.
 
في المقابل توعدت طهران بتوسيع الرد معلنة نيتها إطلاق أكثر من 2000 صاروخ في الجولة المقبلة، وهددت صراحة باستهداف القواعد الأميركية في المنطقة، معتبرة أن ما جرى "اعتداء مشترك" تقف خلفه واشنطن وتل أبيب؛ وقد أدت هذه التهديدات إلى تعليق المحادثات النووية التي كانت مقررة في مسقط، وأكدت الخارجية الإيرانية أن التفاوض "أصبح بلا معنى".
 
سياسياً وفي جلسة طارئة لمجلس الأمن، دافع مندوب إسرائيل داني دانون عن العمليات قائلاً إنها تهدف إلى "منع امتلاك إيران للسلاح النووي قبل فوات الأوان" بينما حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من أن "طهران ستحترق" إذا استمرت في إطلاق الصواريخ، متهماً القيادة الإيرانية بتحويل مواطنيها إلى رهائن في حرب عبثية.
 
ومع غياب أي مؤشرات على التهدئة تتصاعد المخاوف من انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية كبرى، خصوصاً في ظل توسع دائرة المواجهة لتشمل عمليات استخباراتية وتصفية قادة، وتداخل عسكري مباشر بين إسرائيل وإيران، قد يجر قوى إقليمية ودولية إلى صراع مفتوح يهدد الأمن والاستقرار العالميين.

ذات صلة