‏نقطة اللاعودة: إسرائيل تضرب إيران في العمق وتخلط أوراق المنطقة

  • عدن، الساحل الغربي:
  • قبل 18 ساعة و 13 دقيقة

في تطور مفصلي يُنذر بتغيير جذري في معادلات الصراع الإقليمي، شنّت إسرائيل فجر الجمعة هجوماً عسكرياً واسعاً طال مواقع استراتيجية داخل إيران، أبرزها منشآت نووية ومقرات عسكرية حساسة وأسفر عن مقتل قادة كبار في الحرس الثوري والجيش الإيراني، بينهم قائد الحرس حسين سلامي، ورئيس الأركان محمد باقري، إلى جانب اغتيال العلماء النوويين البارزين فريدون عباسي ومحمد مهدي طهرانجي.. وقد وصفت الهجمات بأنها الأعنف والأكثر عمقاً في الأراضي الإيرانية منذ عقود.
 
استهدفت الضربات الجوية منشأة نطنز النووية التي تُعد قلب البرنامج النووي الإيراني، وأظهرت الصور المتداولة أعمدة دخان كثيفة تتصاعد من طهران وأصفهان؛ وأكدت وسائل إعلام رسمية في إيران مقتل سلامي وباقري، فيما تحدثت تقارير إسرائيلية عن مشاركة أكثر من 200 طائرة مقاتلة في تنفيذ الهجمات على نحو 100 هدف إيراني، بدعم استخباراتي مباشر من الموساد؛ وكشفت هذه التقارير عن عمليات متزامنة استخدم فيها الموساد طائرات مسيرة مفخخة وتقنيات تعطيل إلكتروني لاستهداف أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي الإيرانية.
 
بالمقابل ردّت إيران بإطلاق عملية انتقامية تحت اسم "الوعد الصادق 3" تضمنت أكثر من 800 طائرة مسيّرة وصاروخ كروز باتجاه إسرائيل، ما أدى إلى استنفار دفاعاتها الجوية واعتراض عشرات الأهداف في الأجواء، وتحليق مكثف للطيران الحربي فوق سوريا والعراق؛ وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الإيراني قابله رد دفاعي محكم، بينما تم توثيق اعتراض صواريخ في الأجواء السورية والأردنية.
 
وفي ضوء الفراغ العسكري الذي خلّفته الضربات سارع المرشد الإيراني علي خامنئي إلى تعيين الجنرال أحمد وحيدي قائداً جديداً للحرس الثوري، والأدميرال حبيب الله سياري رئيساً لهيئة الأركان؛ كما توعد خامنئي إسرائيل بـ"مواجهة تداعيات مريرة ومؤلمة" معتبراً أن ما جرى "جريمة سترتد عواقبها بقسوة على المعتدين".
 
الهجوم الإسرائيلي أثار موجة إدانات واسعة من المجتمع الدولي.. فقد دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "التصعيد العسكري" محذراً من الانزلاق إلى صراع أوسع لا تحتمله المنطقة، فيما حمّلت سلطنة عُمان إسرائيل مسؤولية "تقويض الجهود الدبلوماسية" ورأت فيه تصعيداً خطيراً؛ السعودية أدانت "الاعتداءات السافرة" التي تمس السيادة الإيرانية، ودعت المجتمع الدولي إلى تحرك فوري لوقف العدوان؛ كما أصدرت مصر بياناً اعتبرت فيه الهجمات "انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي" وتهديداً مباشراً للأمن الإقليمي والدولي.
 
تركيا طالبت بوقف "الأفعال العدوانية" ونددت جاكرتا بالتصعيد، بينما أعربت اليابان عن "الأسف الشديد" لاستخدام الوسائل العسكرية؛ وأكدت الصين "قلقها البالغ" ومعارضتها لأي انتهاك للسيادة الإيرانية، داعية إلى التهدئة؛ بدورها دانت روسيا "بشدة" الضربات ووصفتها بأنها "غير مبررة" فيما عبّرت أستراليا عن "انزعاجها" وحثت كافة الأطراف على تغليب الحوار والدبلوماسية.
 
وأعلنت الإمارات إدانتها الشديدة للهجمات، ودعت إلى ضبط النفس وتغليب الحلول الدبلوماسية، مطالبة مجلس الأمن الدولي باتخاذ تدابير عاجلة؛ الأردن من جهته اعترض عدداً من الطائرات المسيّرة والصواريخ الإيرانية التي اخترقت مجاله الجوي، مؤكداً الجاهزية التامة لسلاح الجو الملكي لحماية الأجواء الأردنية ومنع أي انتهاكات.
 
وفي باكستان تم تفعيل أنظمة الدفاع الجوي ونشر الطائرات الحربية قرب المنشآت النووية والحدود الإيرانية تحسباً لأي طارئ؛ وأدانت الحكومة الباكستانية الهجمات ووصفتها بأنها "انتهاك صارخ لسيادة إيران" محذرة من تقويض الاستقرار الإقليمي.
 
وسط هذا المشهد المتفجر برزت تأكيدات إسرائيلية بأن العملية جاءت "لدحر التهديد الإيراني الوجودي" خاصة بعدما خصبت طهران يورانيوماً يكفي لتصنيع تسع قنابل نووية، بحسب ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ فيما كشفت شبكة "فوكس نيوز" أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان على علم مسبق بالهجوم، مؤكداً مجدداً ضرورة منع إيران من امتلاك السلاح النووي.
 
المنطقة تقف على حافة صراع شامل حيث تترنح الجهود الدبلوماسية وتتصاعد الدعوات الدولية لضبط النفس، في ظل مؤشرات قوية على أن تداعيات هذا التصعيد لن تتوقف عند حدود تل أبيب وطهران لكنها تهدد بجرّ المنطقة برمتها إلى دائرة عنف مفتوحة يصعب احتواؤها.

ذات صلة