ضربة استباقية أم إعلان حرب؟ إسرائيل تقصف منشآت نووية وصاروخية إيرانية

  • عدن، الساحل الغربي:
  • 04:42 2025/06/13

شنت إسرائيل فجر الجمعة هجوماً جوياً واسع النطاق على عشرات المواقع العسكرية والنووية داخل إيران، في عملية وُصفت بـ"الاستباقية" وهدفت –بحسب التوصيف الإسرائيلي– إلى "منع خطر داهم" مرتبط ببرنامج طهران النووي.. وقد تزامنت الضربات مع إعلان حالة طوارئ داخلية شاملة في إسرائيل، وسط تحذيرات من رد إيراني وشيك قد يشمل صواريخ أو طائرات مسيّرة.
 
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي أن العملية فرضت إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي لأجل غير مسمى، ودعا المدنيين إلى البقاء في المناطق المحصنة؛ بينما دوّت الانفجارات في العاصمة الإيرانية طهران وتحديداً في محيط المطار وأحياء شهيد محلاتي وباسداران ونياوران ولويزان ومنطقة بارشين، وهي مناطق ذات طابع أمني حساس.
 
وأفاد مصدر عسكري إسرائيلي لوكالة "رويترز" أن الهجوم الذي أُطلق عليه اسم "الأسد الصاعد" استهدف منشآت رئيسية، بينها منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم ومواقع يعتقد أنها تحوي أسلحة استراتيجية ومخازن مواد انشطارية، موضحاً أن إيران تمتلك ما يكفي من اليورانيوم لصنع نحو 15 قنبلة نووية؛ كما شملت الضربات منشآت مرتبطة ببرنامج الصواريخ البالستية، وجرى استهداف علماء بارزين في البرنامج النووي الإيراني.
 
وفيما نفت الولايات المتحدة ضلوعها في العملية نقل موقع "أكسيوس" عن مصادر رسمية أن واشنطن أبلغت تل أبيب بأنها لن تشارك في هجمات ضد منشآت نووية إيرانية؛ وألغى البنتاغون في هذا السياق زيارة لقائد القيادة المركزية الأميركية إلى إسرائيل، في خطوة تشير إلى تجنب واشنطن الظهور كطرف مباشر في التصعيد العسكري.
 
من جانبه أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العملية "تهدف إلى دحر التهديد الإيراني لوجود إسرائيل" مؤكداً أنها "ضربت قلب برنامج التخصيب النووي والتسلح الإيراني، إضافة إلى منشآت تصنيع الصواريخ البالستية" ومشيراً إلى أن الحملة ستتواصل على مدى أيام.
 
ويأتي هذا التصعيد في وقت تمر فيه المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن بمرحلة حرجة، وسط تحذيرات من انهيار المسار الدبلوماسي؛ ومن المقرر أن يُعقد لقاء بين مبعوث أميركي ووزير الخارجية الإيراني في سلطنة عمان –الأحد المقبل– ما قد يشكل آخر محاولة لإنقاذ ما تبقى من مسار التفاوض.
 
في المقابل توعدت طهران بالرد مهددة باستهداف المصالح الأميركية والإسرائيلية على حد سواء، خاصة في حال استهداف منشآت حساسة مثل موقع "فوردو" النووي شديد التحصين، وهو ما يعزز المخاوف من انزلاق المنطقة نحو مواجهة شاملة قد تطال عدة أطراف إقليمية ودولية.
 
ويُنظر إلى الهجوم كتحول دراماتيكي في ميزان الردع الإقليمي، وسط تساؤلات حول مستقبل الأمن في الشرق الأوسط واحتمالات توسع دائرة النار، مع دخول المواجهة بين طهران وتل أبيب مرحلة علنية غير مسبوقة قد تعيد رسم معادلات النفوذ والتحالفات في المنطقة لعقود قادمة.

ذات صلة