طارق صالح يشعل جذوة الوعي في مواجهة الظلام الحوثي

  • خاص - الساحل الغربي
  • 03:28 2025/06/03

‏في لحظة فارقة يتقدم فيها الصوت على السلاح والكلمة على الرصاصة، أطلّ العميد الركن ‎طارق صالح نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي - قائد المقاومة الوطنية، على إعلاميين وناشطين بالساحل الغربي كقائدٍ يؤمن أن المعركة الحقيقة لا تبدأ من فوهات البنادق إنما من عقول الناس وقلوبهم.. في لقاء أشبه ما يكون ببلاغ وطني وشحنة معنوية، شدد طارق صالح على أن معركة الوعي هي جبهة القتال الأولى وهي التي تسبق وتبني النصر قبل أن يصيح المدفع أو تنطلق الكتائب.
 
كان اللقاء أكثر من مجرّد حديث في السياسة والإعلام؛ لقد كان نداءً للجبهة الداخلية أن تتماسك وأن تُبصر جيداً من هو العدو الحقيقي والسرطان المتفشي في جسد الأمة الغارق في شعارات زائفة وأكاذيب أيديولوجية تستتر خلف القضية الفلسطينية، بينما يعبث بمصير اليمنيين ويبيعهم على أرصفة طهران؛ لقد تحدث العميد بلغة جريئة لا تعرف التجميل، مفككاً ألاعيب الحوثي كاشفاً الزيف التي تسوّقه الجماعة لتبرير خنوعها للحرس الثوري الإيراني.
 
في كلماته كان العميد طارق صالح يُعيد تعريف دور الإعلامي لا كمجرد ناقل للحدث فقط، وإنما كمناضل في الخنادق المعنوية وجنديّ يحمل الحقيقة كسلاح ويزرع الوعي في عقول أبناء الشعب ليُحصّنهم من فيروس الطائفية والانخداع ويحميهم من مخالب التجنيد والتفخيخ والانفجار.
 
«لا خوف من الخلافات السياسية، فاختلاف الرأي دليل حياة... الخطر الحقيقي هو ضياع البوصلة»
 
بهذه العبارة أسّس طارق صالح لمعنى الوحدة؛ وحدة الهدف لا تعني غياب التعدد لكنها تعني الوقوف صفاً واحداً حين يتعلق الأمر بالجمهورية والعلم والدولة وبالسيادة والحرية؛ فمن يعرف عدوّه لا تشتته التباينات ولا تهزّه الرياح.
 
أطلق طارق صالح مشروعاً وطنياً للتنمية بالوعي، داعياً الإعلاميين لأن يكونوا همزة وصل بين المواطن البسيط والمشروع الجمهوري وأن يغنوا بالإنجازات العسكرية والأمنية والتنموية كما يُغنى بالبطولات على الجبهات؛ فالنصر كما قال ليس جغرافيا تُحرر فحسب إنما عقل يُستنار وقلب يثبت ويصبر وشعب ينهض من ركام الخوف والخذلان.
 
في نبرة حماسية وأسلوب يقظ ملؤه الأمل دعا العميد طارق إلى حماية عقول الأطفال والنساء والشباب من اختراقات المشروع الحوثي الذي يتغذى على الفراغ والجهل، محذراً من أن العدو حين يعجز عن المواجهة يلجأ للتفجير والتفخيخ والخداع، مشدداً أن «الوعي هو طوق النجاة، وهو معركتنا الأطول والأقدس».
 
وفي ختام اللقاء لم يكن طارق صالح مجرد قائد يتحدث لكن بدا وكأنه ضمير وطن يتجسد، يُعيد تذكير الجميع بأن معركتنا ليست فقط بالبندقية إنما بالموقف والمبدأ والكلمة والتنمية، وبإصرار أن المستقبل للشعب مهما اشتد ظلام الكهنوت. 
 
«إن لم تحن لحظة التحرير بالسلاح، فلتكن بالتنمية، فكل مشروع تنموي هو طلقة في صدر الكهنوت وكل وعي نغرسه في طفل أو شاب هو جبهة متقدمة للنصر»
 
هكذا تُخاض معركة الوعي: بالقلم وبالعقل وبوحدة لا تهزّها التباينات.. لأن العدو واحد والمصير واحد والنصر آتٍ مهما طال الوقت.

ذات صلة