شيخ قبلي وقاضٍ يدفعان ثمن الفوضى القضائية في مناطق سيطرة الحوثيين
صنعاء، الساحل الغربي:
11:21 2025/06/01
في تصعيد جديد للفوضى والانفلات الأمني، قُتل شيخ قبلي جنوبي العاصمة المختطفة صنعاء أثناء قيامه بمهمة وساطة اجتماعية، فيما أُصيب قاضٍ بمحافظة حجة برصاص خلال وساطة مشابهة، في مشهد يجسّد الانهيار التام للأمن وتفشي الفوضى في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.
وقالت مصادر قبلية إن الشيخ "علي بن علي العوش" قُتل في منطقة جارف بمديرية بلاد الروس، بعد أن توجّه لاحتواء نزاع مسلح اندلع بين أقارب من أسرة واحدة على خلفية خلافات حول الإرث وأراضٍ زراعية، ليُفاجأ بإطلاق نار مباشر أرداه قتيلًا على الفور.. واعتُبرت الحادثة "عيبًا أسود" في العُرف القبلي، كونها استهدفت وسيطاً قبلياً يُفترض احترامه وحمايته.
وجاءت هذه الجريمة بعد ساعات من حادثة مشابهة في محافظة حجة حيث أُصيب القاضي "محمد عبدالله الخيال" قاضي محكمة مديرية أَسلم، برصاص أحد أطراف نزاع أسري أثناء قيامه بمهمة وساطة لحل خلاف عائلي؛ ووفق مصادر حقوقية نُقل القاضي إلى مستشفى بمحافظة حجة قبل أن يُحوّل إلى مستشفى العلوم والتكنولوجيا بصنعاء بحالة صحية حرجة.
وتعكس الحادثتان صورة دامغة لحالة التفكك الأمني والقانوني في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث تصاعدت جرائم الاعتداء على شخصيات قضائية وقبلية، في ظل غياب منظومة القضاء الرسمي وتفكك المؤسسات تحت سلطة الكهنوت التي تُقصي القانون وتفرض حكم العصابات.
ويرى ناشطون أن استهداف وسطاء الصلح والقضاء على يد أطراف نزاعات محلية، يُشير إلى غياب الردع وتواطؤ ضمني يكرّس ثقافة الإفلات من العقاب.. كما يعتبرون أن هذه الحوادث المتكررة تمثل نهجاً متعمداً من قبل الحوثيين لضرب الرموز الاجتماعية والقانونية وتقويض ما تبقى من مظاهر الدولة في مناطق سيطرتهم.