رصاص وبنزين وأسيد: هكذا أحرقت المليشيا الحوثية جسد الأكاديمي التهامي دوش

- صنعاء، الساحل الغربي:
- 11:20 2025/05/31
في واحدة من أبشع جرائم التصفية التي تشهدها العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي، قُتل أحد أبناء تهامة الدكتور "محسن دوش" الأكاديمي البارز وحافظ القرآن الكريم بالقراءات العشر _ حرقاً ورمياً بالرصاص _ في جريمة هزّت الشارع التهامي واليمني وكشفت عن تواطؤ أمني صارخ وتسهيلات قدمتها جهات نافذة داخل المليشيا للقتلة.
الدكتور دوش الذي سبق أن نجا قبل أشهر من محاولة اغتيال بـ "مادة الأسيد" واصل حياته رغم التحذيرات والتهديدات المتكررة، دون أن يلقى حماية أو إنصافاً.. الجريمة الجديدة وقعت بعد ترصّد متعمد من قبل ثلاثة أشخاص على رأسهم المدعو "قايد العباسي" الذي تفوّه علناً بنيته الإجرامية قائلاً: "سنقتله، هو إلا تهامي، دمه دم، كلب" في تعبير عنصري فجّ يكشف الدافع المناطقي والطائفي وراء الجريمة.
بحسب شهود عيان وتوثيقات كاميرات أُطلق على الدكتور وابل من الرصاص ثم أُحرق داخل سيارته باستخدام البترول والأسيد، في محاولة لتضليل التحقيقات وتصوير الحادث كحادث عرضي؛ لكن الضحية قاوم حتى اللحظات الأخيرة وخرج من السيارة قبل أن يُجهز عليه.
ورغم القبض على اثنين من الجناة أُفرج عن أحدهما لاحقاً بضمانة من مركز شرطة شملان الحوثي، فيما لا يزال المتهم الثالث فاراً ويمتلك هويتين شخصيتين بأسماء مختلفة ما يثير الشبهات حول علاقته بجهات نافذة داخل المليشيا، كما رفض قسم شرطة شملان تسليم هاتف الضحية الذي يحتوي على أدلة مهمة، وتورط عناصر من القسم في تنسيق روايات الشهود مع أحد الجناة لطمس معالم الجريمة.
وتحمّل جهات حقوقية وأهالي الحي قسم شرطة شملان المسؤولية عن أي تلاعب بمسار القضية، وسط مطالبات بمحاكمة علنية لجميع المتورطين وكشف الجهات التي تحميهم، خصوصاً مع تعمّد الأجهزة الحوثية إخفاء مقطع فيديو يوثق الجريمة لحظة بلحظة.
جريمة اغتيال الدكتور دوش تمثل وجهاً قاتماً من الإرهاب الحوثي المتغذي على الطائفية والكراهية المناطقية، حيث تحوّل استهداف الأكاديميين والرموز العلمية والدينية -لا سيما من أبناء تهامة- إلى سياسة ممنهجة لإسكات الأصوات الحرة، وتصفية كل من يرفض الانصياع للتوحش العقائدي والتمييز المذهبي.
إنها رسالة دموية من جماعة إرهابية لم تعد تخجل من قتل حافظ للقرآن فقط لأنه "تهامي"… في وطن بات فيه العلم جرماً والانتماء الجغرافي تهمة تستوجب الحرق والرصاص.