الجوف تشتعل بصراع قبلي دموي ومصرع قيادي حوثي

- الجوف، الساحل الغربي:
- 05:27 2025/05/31
اندلعت خلال الساعات الماضية اشتباكات عنيفة بين قبيلتي "ذو محمد" و"ذو حسين" في منطقتي "سلبة" و"اليتمة" بمديرية خب والشعف شمال شرق محافظة الجوف، وسط تصاعد الاتهامات لمليشيا الحوثي بتأجيج الصراع القبلي لتحقيق مكاسب سلطوية، ضمن خطة ممنهجة لتفكيك النسيج القبلي الراسخ وإعادة تشكيل خارطة النفوذ بما يخدم مشروعها الطائفي.
وبحسب مصادر قبلية تعود جذور التوتر إلى نزاع قديم تجدد قبل أيام عقب احتشاد متبادل بين القبيلتين بسبب خلاف على أراضٍ في منطقة "اليتمة" حيث تدخلت مليشيا الحوثي بفرض انسحاب قبيلة "ذو محمد" مقابل وعود بإلزام "ذو حسين" بالاحتكام للشرع وإزالة الاستحداثات.. غير أن المواجهات اندلعت مجدداً مساء أمس الجمعة في "سلبة" غرب "اليتمة" وشهدت تبادلاً كثيفاً لإطلاق النار بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
ووسط هذا التصعيد قُتل القيادي الحوثي محسن مهدي الشريف المُنتحل لصفة "مدير أمن الجوف" برصاص مسلحين قبليين في الهجوم المسلح، ما يُنذر بانفجار أوسع في خارطة الصراع لا يقتصر على أطراف القبلية فقط بل يشمل تدخلاً مباشراً من المليشيا نفسها.
ويحذر ناشطون من أن تدخل الحوثيين في النزاعات القبلية يمثل تهديداً خطيراً للبنية الاجتماعية في محافظة الجوف، مشيرين إلى أن الحدود القبلية مرسومة عرفياً منذ قرون وأي محاولات لتجاوزها بإيعاز حوثي يُعد عدواناً على الاستقرار القبلي والمجتمعي, إذ تسعى المليشيا لفرض السيطرة عبر تفكيك الولاءات القبلية وتحويلها إلى أدوات طيعة تخدم أجندتها الطائفية.
ويؤكد الناشطون أن إحياء النزاعات القبلية القديمة جزء من استراتيجية حوثية أوسع لتقويض البنية الداخلية للمجتمع، بما يضمن الولاء القسري وتوسيع النفوذ على حساب السلم الأهلي، في ظل سعي حثيث لفرض الهيمنة المطلقة على السلطة والثروة حتى لو كان الثمن هو إشعال فتيل حرب أهلية داخل القبيلة الواحدة.