في شهادة مؤلمة ومفزعة كتب المحامي سنان منصر بيرق عن تجربتين متتاليتين عاشهما خلال أقل من 24 ساعة، تجسدتا في مشهدين دمويين داخل العاصمة المختطفة صنعاء، حيث تحوّلت المدينة إلى ساحة رعب تحكمها فوضى السلاح بدل القانون.

 

في الليلة الماضية اضطر المحامي إلى الذهاب إلى منطقة شميلة عند الساعة الحادية عشرة ليلاً، ليفاجأ بإطلاق نار كثيف قرب أحد المولات.. وبينما اخترقت الأعيرة النارية ليل المدينة، احتمى بجدار إسمنتي ونجا بأعجوبة من موت محقق.

 

ولم تمر ساعات على الحادث حتى عاش المحامي فاجعة أشد.. فبينما كان خارجاً من محكمة غرب الأمانة باتجاه مشفى تونس، اندلعت اشتباكات مسلحة بين مدنيين ومسلح بلباس عسكري، وسط إطلاق نار عشوائي ومطاردات مجنونة، كان على بُعد أمتار منه؛ وبفضل سرعة سائق السياره نجا مجدداً من كارثة كادت تودي بحياته.

 

واختتم المحامي بيرق شهادته بتساؤلات:

أي عبث هذا؟ وأي انحدار هذا؟ كيف أصبح البقاء في صنعاء مسألة حظ لا قانون فيها ولا أمان؟

وأكد أن ما يحدث في صنعاء ليس مجرد انفلات أمني، بل "انهيار أخلاقي وأمني مرعب يهدد الأرواح ويعبث بهيبة الدولة" مطالباً بوقفة جادة أمام ما وصفه بـ"الخراب المتفشي في شوارع المدينة".