في تصعيد عسكري يُجهض المبادرة الإنسانية التي أطلقتها السلطة المحلية بمحافظة الضالع لفتح طريق (دمت–مريس) دفعت مليشيا الحوثي الإرهابية، بتعزيزات قتالية جديدة إلى الأطراف الجنوبية من مدينة دمت، وشرعت في استحداث نقاط تفتيش ومواقع قتالية على الطريق الرابط بين منطقة الحقب ودمت، بما في ذلك إقامة تحصينات وحفر خنادق.

 

وأكدت مصادر عسكرية أن المليشيا المدعومة من إيران عمدت إلى هذه الخطوة بعد ساعات من إعلان السلطات المحلية بمحافظة الضالع فتح الطريق من جهتها استجابةً لمناشدات إنسانية لتسهيل حركة المواطنين ومرور البضائع، غير أن الحوثيين تجاهلوا الدعوة ولم يقدموا على أي خطوة مماثلة من جانبهم.

 

وكان المكتب التنفيذي بمحافظة الضالع، برئاسة المحافظ اللواء الركن علي مقبل صالح، قد أقر بالإجماع فتح الطريق الحيوي الرابط بين صنعاء وعدن عبر الضالع ومريس، بدوافع إنسانية للتخفيف من معاناة السكان وتسهيل سبل العيش، وهو القرار الذي لقي ترحيباً واسعاً من المواطنين وممثلي القوى السياسية والسلطة المحلية والأمنية.

 

ودعا المواطنون جماعة الحوثي إلى التجاوب الفوري مع المبادرة وإزالة الألغام والعبوات الناسفة والسواتر الترابية التي زرعتها على طول الطريق، مؤكدين أن فتح هذا الشريان الاستراتيجي سيساهم في تخفيف الأعباء المعيشية ورفع العزلة عن المناطق المحاصرة منذ إغلاق الطريق مطلع 2019.

 

وفي السياق شهد قطاع الجب شمال غربي الضالع، السبت، اشتباكات عنيفة تخللها تبادل قصف مدفعي بين المقاومة الجنوبية ومليشيا الحوثي التي حاولت استهداف مواقع المقاومة بصواريخ كاتيوشا، قبل أن تتلقى رداً مباشراً استهدف مبنى تتمركز فيه عناصرها شمال بلدة صبيرة، ما أدى إلى سقوط إصابات مؤكدة في صفوف المليشيا.

 

وتعكس التحركات الحوثية الأخيرة رفضاً واضحاً لأي جهود سلام أو مبادرات إنسانية وتمسكاً بخيار التصعيد العسكري الذي يفاقم معاناة المدنيين ويضاعف الكارثة الإنسانية.