شلل الأطفال المتحوّر يعصف بالأطفال في اليمن وسط انهيار صحي وتحذيرات دولية من تفشٍ كارثي

  • عدن، الساحل الغربي:
  • 12:12 2025/05/25

حذّرت منظمة الصحة العالمية واليونيسف، السبت، من تصاعد خطر تفشّي فيروس شلل الأطفال المتحوّر في اليمن، كاشفتَين عن تسجيل 273 إصابة خلال السنوات الثلاث الماضية، في ظل أزمة إنسانية طاحنة وتراجع مقلق في معدلات التحصين، ما يهدّد حياة آلاف الأطفال ويجعلهم عرضة للإعاقة الدائمة أو الوفاة.
 
وفي بيان مشترك بمناسبة اليوم العالمي لشلل الأطفال، أكدت المنظمتان أن اليمن الذي أُعلن خالياً من الفيروس حتى عام 2020 يشهد اليوم عودة الفيروس بقوة نتيجة انهيار النظام الصحي وتدهور الأوضاع الأمنية والاجتماعية، حيث تراجعت نسبة التحصين الوطني من 58% في 2022 إلى 46% في 2023 ما فتح ثغرات خطيرة في خط الدفاع الأول ضد المرض.
 
وأفاد الدكتور "أرتورو بيسيغان" ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، أن الفاشية الحالية من النمط الثاني مستمرة، مشدداً على ضرورة دمج خدمات التحصين في الرعاية الصحية الأساسية وتكثيف آليات الرصد والاستجابة؛ وأطلقت المنظمة بالتعاون مع اليونيسف ووزارة الصحة سلسلة حملات تطعيم في 2024 غطّت أكثر من 2.5 مليون طفل خلال شهري فبراير ويوليو، محققة نسب تغطية تجاوزت 100%.
 
في السياق قالت الدكتورة "هبة مورا" مديرة منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، إن اليمن يأتي على رأس الدول المهددة بتفشي سلالات شلل الأطفال المتحوّرة، إلى جانب دول كالصومال والسودان وفلسطين، مشيرة إلى أن الصراعات والنزوح وانهيار أنظمة الرعاية تعيق وصول الفرق الطبية إلى الأطفال، وتشكّل عقبة أمام استكمال جرعات اللقاح.
 
وأكدت مورا أمام الجمعية العامة للصحة العالمية في جنيف، أن الحملة العالمية لاستئصال شلل الأطفال حققت انخفاضاً بنسبة 99.9% منذ 1988 لكنها دخلت مرحلة حرجة، محذّرة من تخفيضات متوقعة في ميزانية البرنامج قد تصل إلى 40% بحلول 2026 ما يعمّق الصعوبات في بلدان الصراع، رغم الدعم السخي من بعض الدول وفي مقدمتها السعودية.
 
وأطلقت وزارة الصحة اليمنية بالشراكة مع المنظمات الدولية "مبادرة الاستدراك الواسعة" لتعويض الأطفال الذين حُرموا من اللقاحات، لا سيما خلال جائحة كوفيد-19 فيما أكدت اليونيسف على لسان ممثلها في اليمن بيتر هوكينز أن المعركة في بلد كاليمن ليست سهلة، لكنها "ليست مستحيلة" داعياً إلى تضافر الجهود وتكامل الأدوار مع المجتمعات والسلطات المحلية لضمان الوصول إلى كل طفل.
 
وفي ختام البيان دعت منظمة الصحة العالمية واليونيسف إلى تحرّك عاجل من قبل الجهات المانحة والحكومات لتأمين الموارد اللازمة وتوسيع نطاق التحصين الوطني وتوفير حزمة خدمات صحية متكاملة لحماية الأجيال اليمنية القادمة من خطر الشلل والموت الصامت.

ذات صلة