الطفولة المستباحة والعنف الأسري.. الوجه الآخر لوحشية الحرب الحوثية

  • وليد العمري - تقرير خاص
  • 09:47 2025/05/20

في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد، والانهيار الأمني والاجتماعي في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، يشهد اليمن موجة غير مسبوقة من جرائم العنف الأسري والانتهاكات المروّعة بحق الأطفال والنساء، وسط صدمة مجتمعية متزايدة وصمت مريب من السلطات.
 
رصد "الساحل الغربي" سلسلة من الجرائم الوحشية التي وقعت خلال الأسبوع الجاري في عدد من المحافظات اليمنية أغلبها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، توزعت بين قتل الأصول والفروع، وانتهاكات مروعة بحق الطفولة، في مشهد يعكس الانهيار القيمي والاجتماعي العميق الذي خلفته الحرب.
 
في يوم الأحد 18 مايو 2025م، استفاقت قرية الجرافة بمديرية السياني محافظة إب على جريمة مأساوية عندما أقدم المدعو بسام محمد علي السادة (40 عامًا) على قتل والده محمد (75 عامًا) بإطلاق خمس رصاصات عليه فور عودته من صلاة الفجر، ما أدى إلى وفاته على الفور. 
 
وفي اليوم نفسه، شهد سوق جياح في مديرية أفلح اليمن بمحافظة حجة جريمة بشعة حين أقدم شاب على قتل شقيقه بإطلاق النار عليه من مسدس وسط السوق، إثر شجار عائلي، أرداه قتيلاً أمام مرأى المتسوقين. الجاني والضحية من أبناء مديرية برع بمحافظة الحديدة.
 
وشهد يوم السبت 17 مايو 2025م، حادث طعن شاب في مديرية طور الباحة بمحافظة لحج لوالده بخنجر في بطنه إثر خلاف بسيط نشب حول طلب إحضار ماء بارد، ما أدى إلى إصابته بجراح خطيرة نُقل على إثرها إلى مستشفى في عدن لتلقي العلاج.
 
الجمعة 16 مايو 2025م، أقدم فتى يُدعى محمد عبدالله حسان (15 عامًا) على ذبح والده بسلاح أبيض داخل منزله مديرية التحرير بأمانة العاصمة عقب عودته من مركز صيفي حوثي، في واقعة مروعة تشير إلى التأثيرات الفكرية والنفسية الخطيرة للمراكز الطائفية على الأطفال.
 
الخميس 15 مايو 2025م، أطلق المدعو (أ. ن. ع. ب) النار على والدته في شارع أحمد ياسين مدينة المكلا بحضرموت، ما تسبب في إصابتها بجراح بالغة، قبل أن يتم القبض عليه أثناء محاولته الفرار خارج المحافظة.
 
 
وفي ذات اليوم، أقدم مجهولون على اختطاف الطفلة أنهار عبدالله العامري، في ظروف غامضة في عزلة بني عامر مديرية الصومعة بمحافظة البيضاء، حيث تم الاعتداء عليها جسديًا قبل أن يقوم الجناة بخنقها ورمي جثتها في بئر بمنطقة العقلة، في جريمة بشعة هزّت المجتمع المحلي.
 
ومطلع الاسبوع الماضي، في حادثة تحرش متكررة، لاحق شاب الطفلة بيان، داخل مبنى سكني قرب معهد "يالي"، في شارع بغداد بصنعاء وقام بتصرف مشين قبل أن يلوذ بالفرار بعد أن اكتشف وجود كاميرا مراقبة في سلالم المبنى، وأفادت أسرة الطفلة أن الجاني سبق وأن تكرر منه الفعل.
 
يرى اختصاصي اجتماعي، أن تصاعد وتيرة جرائم العنف الأسري يعكس حالة الانهيار الاجتماعي والنفسي التي تعاني منها الأسر اليمنية جراء الحرب، وتردي الوضع الاقتصادي، وغياب العدالة.
 
وقال إن: "الجوع يولّد التوتر، والتوتر يسبب اضطرابات نفسية، ومع تعاطي الحبوب والمواد المخدرة أو الانخراط في بيئات تحريضية، تتحول النزاعات إلى جرائم مأساوية".
 
وأكد أن استمرار هذه الجرائم دون معالجات جذرية يشكل خطرًا وجوديًا على بنية النسيج الاجتماعي اليمني، لافتًا إلى أن تكرار نمط قتل الأقارب يدل على أزمة قيم ومعايير اجتماعية مهددة بالانهيار.
 
من جانبهم، دعا ناشطون وحقوقيون إلى تشديد العقوبات القانونية على مرتكبي جرائم العنف الأسري والتحرش بالأطفال، مطالبين بتعديل التشريعات بما يضمن حماية فعالة للأطفال والنساء في ظل تفاقم الانفلات الأمني، كما طالبوا بتفعيل دور القضاء، وإغلاق المراكز الطائفية التي تزرع بذور العنف والكراهية في عقول الأطفال، وتكثيف برامج الدعم النفسي للأسرة، وفرض رقابة مشددة على حيازة السلاح.

ذات صلة