الاستنفار الأميركي واستمرار تدفق الأسلحة الإيرانية للحوثيين يُنذران بجولة تصعيد جديدة في البحر الأحمر

- عدن، الساحل الغربي:
- 05:19 2025/05/13
رغم إعلان مليشيا الحوثي وقف هجماتها البحرية بوساطة عُمانية، تواصلت التحركات العسكرية الأميركية في البحر الأحمر، وسط تشكيك واشنطن بجدية الجماعة المدعومة من إيران واستعدادها لمواجهة أي تصعيد محتمل.. وفي هذا السياق كشفت مصادر غربية عن إرسال المدمّرة "فورست شيرمان" إلى البحر الأحمر، واستبدال قاذفات B-2 بأربع طائرات B-52 في قاعدة دييغو غارسيا، ما يعكس إدراك البنتاغون لهشاشة التفاهمات القائمة مع الحوثيين.
وأكدت مجلة "ناشيونال إنترست" أن هذه التحركات تندرج ضمن جهود احتواء الفوضى في البحر الأحمر رغم وقف الضربات الأميركية بعد ما وصفت بـ"استسلام الجماعة الإرهابية" لكن التحذيرات الأمنية لا تزال قائمة خاصة بعد الهجمات الحوثية على إسرائيل التي استثنتها الهدنة الأخيرة المعلنة في 6 مايو، ما يفتح الباب لاحتمالات ردود انتقامية قد تطول قواعد أميركية أو مصالح إقليمية.
في المقابل نفذت مصلحة خفر السواحل اليمنية بالتنسيق مع البحرية الأميركية عملية نوعية خارج المياه الإقليمية شمال بحر العرب، أسفرت عن ضبط قارب تهريب محمّل بمواد شديدة الانفجار ومكوّنات تدخل في صناعة الأسلحة كانت في طريقها إلى المليشيا الحوثية؛ وتم تسليم المتورطين إلى الجهات المختصة اليمنية في تأكيد على التزام الحكومة اليمنية بملاحقة شبكات التهريب وتحذير الصيادين من الوقوع في فخاخ الحوثيين.
وفي عملية أخرى أحبطت القوات اليمنية عمليتي تهريب في البحر الأحمر، حيث اعترضت وحدات من خفر السواحل واللواء الأول مشاة بحري سفينتين شراعيتين محملتين بثلاثة ملايين صاعق تفجير و3600 كم من أسلاك التفجير و64 جهاز اتصال فضائي، كانت في طريقها إلى ميناء رأس عيسى الواقع تحت سيطرة الحوثيين في الحديدة.
وكشفت التحقيقات أن الشحنة تهدف إلى دعم قدرات الحوثيين في تصنيع الزوارق المفخخة والطائرات الانتحارية والألغام البحرية المتطورة، في تهديد مباشر لأمن الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب؛ وأكد العميد الركن صادق دويد المتحدث باسم المقاومة الوطنية، أن هذه العمليات تكشف عن استمرار تدفق الدعم الإيراني وتحول البحر الأحمر إلى شريان تهريب للأسلحة المخصصة للمشروع الحوثي التخريبي.
وأشار إلى أن التحقيقات مع طواقم السفن أظهرت ارتباطهم المباشر بالمليشيا الحوثية، في دليل جديد على استخدام الموانئ اليمنية كمنصات تهريب، بعيداً عن أي نوايا حقيقية للسلام؛ وشدد على أن وقف هذا الخطر لن يتحقق إلا بتحرير شامل للسواحل والموانئ اليمنية باعتباره خياراً استراتيجياً لضمان أمن اليمن والمنطقة.
وفي ضوء ذلك حذّرت مجلة "فورين أفيرز" من أن أي تفاهم أميركي مع الحوثيين رغم مساهمته في خفض وتيرة الهجمات، قد يهدد بتقويض الحكومة اليمنية ويمنح الحوثيين فرصة لتوسيع نفوذهم وقدرتهم؛ ودعت إدارة ترامب إلى توحيد دعم السعودية والإمارات وتوفير ضمانات أمنية لدول الخليج، لضمان تماسك التحالف المناهض للحوثيين وتمهيد الطريق لاتفاق مستقبلي في اليمن، على أسس متوازنة لا تُغفل خطر المليشيا.