كما عانت محافظة المهرة من الجرف العشوائي للبواخر، يستخدم الآن الصيادون وسائل الجرف بالصيد الحاوي.

 

مع حلول موسم الخريف تدفع رياح شديدة بالأمواج إلى سواحل محافظة المهرة مما يصعِّب على الصيادين ركوب البحر. وبما يعتبره المهريون بأنه حكمة إلهية، يتزامن ذلك مع موسم تكاثر أنواع من الأسماك، لكأن الأمواج المتدفقة سياج متسلسل لحمايتها. 

 

لكن هذه الحماية وإن كانت مجدية سلفاً في إجبار الصيادين على رمي سنانيرهم في الشاطئ على أمل العودة صبيحة اليوم التالي وقد خطفت سمكه، إلا أنها تداعت مع تطور إمكانات الاصطياد؛ وكثرت نتيجة لذلك المخالفات المرتكبة.

 

المهندس عبدالناصر كلشات رئيس الهيئة العامة للمصائد السمكية بمحافظة المهرة، تحدث لـ"لساحل الغربي" حول مخالفات الصيادين خلال الخريف، آثارها السلبية القريبة والبعيدة... وعن رفد الأمواج الحارسة بأطقم أمنية!

 

 

نص الحوار:

 

▪ ما المخالفات التي يرتكبها الصيادون خلال موسم الخريف بمحافظة المهرة؟

 

يعتبر موسم الخريف في محافظة المهرة من المواسم التي يدخل فيها البحر بهيجان بمختلف مواقع الاصطياد ومراكز الإنزال على مستوى الشريط الساحلي لمحافظة المهرة.

 

وبالتالي يتركز جهد الصيد بمناطق محدودة، والمخالفات التي يرتكبها الصيادون هو جرف أسماك الروبيان قبل فتح موسم اصطيادها، وتعتبر وسيلة الجرف وسيلة دخيلة وثقيلة على محافظة المهرة، أتت إلينا مع  الصيادين النازحين من محافظات البحر الأحمر.

 

وهذه وسيلة لها أضرار كبيرة، ففيها ترمى الشباك القاعية والإمساك ما يعلق فيها من أسماك الربيان الصغيرة.

 

يلجأ الصياد إلى هذه الوسيلة لأن الأسماك في فترة الخريف خاصة أسماك الربيان لا يمكن اصطيادها إلا بهذه الوسيلة. لكن ممكن استخدام وسائل عادية لاصطياد الربيان في شهر نوفمبر بعد خروج الخريف وبرودة البحر فتنزل الأسماك إلى الساحل.

 

أكثر ما نعانيه عموماً من مخالفات الصيادين هو عدم التفيد بمواسم الاصطياد، أما الوسيلة، كما أشرت، وسيلة دخيلة على محافظة المهرة.

 

 

▪ أشرت إلى أن الصيد يتركز اليوم في نطاق محدود جداً بسبب اضطراب البحر.. لماذا يعتبر هذا مشكلة مقلقة؟

 

طبيعي أن يكون لتركز جهد عدد كبير من الصيادين في مساحة لا تزيد عن 10 كيلومترات آثار سلبية وتدميرية على البيئة البحرية وعلى تكاثر الأسماك وكميتها في ذلك المكان، بل قد يؤدي إلى انقراض عدد من الأسماك التي تتواجد بصورة دائمة في محيط المنطقة التي يتم الجرف فيها.

إقرأ أيضاً:
- صور- رقص خميس عمر وباحشوان وانتهت الكُبارة في سيحوت.. نائب مدير الإعلام: تساؤلات على طاولة مكتب ثقافة المهرة !
- الساحل الغربي يشارك أبناء سيحوت المهرة طقوس العيد.. اختتام لعبة المِيدان واستعدادات لانطلاق الكبّارة (صور)
- زمزم بايعقوب محبطة لأن "مهرجان حوف السياحي والتراثي الأول" مات في مهده! (تفاصيل خاصة)
- من الساحل الشرقي (7)- محمية حوف "غابة الضباب" تتأنق.. لكن النفايات تلطخ سندسها الأخضر!
- قصة مصوَّرة| متحف وبنك بذور النباتات السقطرية المُهدَّدة - من الساحل الشرقي (8)

▪ ما الآثار السيئة القريبة والبعيدة المدى للمخالفات المشار إليها سابقاً؟

 

كما عانت محافظة المهرة خلال الفترة السابقة من الجرف العشوائي للبواخر، يستخدم الآن الصيادون وسائل الجرف أو طريقة حوي بالشرطوانات، أو ما يسمى بالصيد الحاوي، هذه تعتبر وسيلة مضرة بالبيئة البحرية بشكل عام، لأنه أثناء الجرف يتم القضاء على كثير من الأحياء البحرية المختلفة التي ما زالت في طور النمو أو في طور التكاثر، في طور النمو مثل أسماك الربيان.

 

بالفيديو- أثر #صالح (1): الضوء بداية أنفاق فرتك.. المشروع الاستراتيجي الذي ربط المهرة باليمن واليمن بدول الخليج #الساحل_الغربي #yemenhttps://t.co/3qregTOLJk

— الساحل الغربي | The West Coast (@alsahilnet) July 17, 2022

 

▪ ما الذي تقومون به أنتم بالتنسيق مع جهات أخرى أو بشكل فردي لمكافحة تلك المخالفات؟

 

بالنسبة للجهود المبذولة سواءً من قبل الهيئة وفرقها ومكاتبها وبالتنسيق مع السلطة المحلية والتوجيه للأجهزة الأمنية، كانت جهوداً جيدة ومثمرة.

 

 

▪ ماهي هذه الجهود؟

 

نعمل على أكثر من مستوى، على أن نغرس في أذهان الصيادين والمواطنين أن حماية الثروة السمكية هي مسؤولية الجميع. كما أننا، وهذا مهم، نحفز الصياد بشكل خاص على الوقوف إلى جانب الهيئة وإدارة الرقابة والتفتيش البحري لإنجاز مهامها بالصورة المطلوبة، بالإضافة إلى اشتراك الأجهزة الأمنية في منع الصيادين من ركوب البحر واستخدام وسيلة الجرف.

 

▪ ما الذي أنجزتموه حتى الآن خلال الحملة التي أطلقتموها لمكافحة الصيد العشوائي؟

 

استطعنا أن نحد ونمنع بشكل كامل الصيادين من طلوع البحر وممارسة الصيد غير القانوني في موسم تكاثر الأسماك، وعندما نحد من ممارسة هذا النوع من الاصطياد أو نقوم بتقنينه بالضرورة تقل الآثار السيئة التي أشرنا إليها سالفاً.

 

▪ ...............................؟

 

نشكر قيادة السلطة المحلية بالمحافظة والأجهزة الأمنية على وقوفهم إلى جانب الهيئة العامة وجهودهم لحماية الثورة السمكية، وهذه الجهود لا بد أن تكون مكملة لبعضها كي نتمكن من حماية الثروة والبيئة البحرية من الجرف العشوائي.